لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٣٠
وأكثره جدا، فسيلد اثنى عشر رئيسا، وأجعله لشعب كبير.
وجه الدلالة: إن الله عز وجل أجاب دعوة إبراهيم عليه السلام في حق ابنه إسماعيل عليه السلام، وبشره ببشارات منها أن في نسل إسماعيل عليه السلام يكون اثنا عشر رئيسا، وهذه الرئاسة ليست إلا الزعامة العامة الإلهية على الخلق بمقتضى التبشير والامتنان، فكأنه سبحانه قال: إني جاعل في نسل إسماعيل عليه السلام اثنى عشر رئيسا، والرئاسة المذكورة بوصف كونها في اثني عشر لم تتحقق في أولاد إسماعيل عليه السلام ونسله إلا لإوصياء محمد صلى الله عليه وآله وخلفائه، وهم الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام، ومما ذكر ظهر فساد ما يمكن أن يقال: بأن المراد من الاثني عشر في المقام هو أبناء إسماعيل عليه السلام، وهم اثنا عشر، كل واحد منهم رئيس قبيلته، كما في الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين، فإن رئاستهم لم تكن إلهية، ولم يكونوا صاحبي وحي وإلهام. ومنها منه عز وجل على إبراهيم عليه السلام أيضا بجعل إسماعيل عليه السلام رئيسا لأمة عظيمة (2) وهذه الزعامة العامة الإلهية لم تتحقق أيضا لا لإسماعيل عليه السلام، ولا لأولاده ونسله غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله كما هو واضح لمن راجع أحوال إسماعيل عليه السلام، وأولاده في الكتب المدونة في هذا الباب، وقد ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله أنه قال: " أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى عليهما السلام " (3)
____________________
1 - سفر التكوين، الإصحاح 17، صفحة 17 من الكتاب المقدس الذي طبعه رچارد واطس في لندن سنة 1822 المسيحية على النسخة المطبوعة في الرومية سنة 1671 لمنفعة الكنائس الشرقية. وكلما نذكره بعد ذلك عن الكتاب المقدس، فهو من هذا الطبع.
2 - وهذه البشارة قد وردت في موردين آخرين من الكتاب المذكور، أحدهما لإبراهيم عليه السلام، وثانيهما لهاجر عليها السلام، نذكرهما آنفا.
3 - مجمع البيان الطبرسي، جزء 1 ص 219 ط صيدا، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، جزء 4 ص 73 ط مصر سنة 1356 ه‍.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»