لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٣٤
يهوذا، والمدبر من فخذه: (1) حتى يجيئ الذي له الكل، وإياه تنتظر الأمم " (2) ومفاده: أن الملك والنبوة لا يخرجان من قبيلة يهوذا وبيت إسرائيل، حتى يجيئ النبي الموعود الذي ينتظره جميع الأمم وبمجيئه يزول ملكهم ونبوتهم، ولا يمكن أن يكون ذلك الجائي موسى عليه السلام، لبقاء سيادتهم ورسالتهم بعده عليه السلام كما هو واضح، ولا عيسى عليه السلام أيضا، لأنه كان من نسل يهوذا، (3) مع أن النبي الموعود وصف بأنه الذي ينتظره جميع الأمم، وعيسى عليه السلام لم يكن كذلك، فإنه غلى ما في إنجيل متى لم يبعث إلا على خصوص بني إسرائيل، (4) فليس هذا الجائي إلا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، حيث إنه كان مبعوثا على جميع الخلق، وشريعته باقية إلى يوم القيامة، وبشر الأنبياء السابقون عليه أممهم بمجيئه، وظهوره، ونبوته صلى الله عليه وآله.
وفي التوراة أيضا: (15) فإن نبيا من شعبك ومن إخوتك مثلي
____________________
1 - القضيب: الغصن المقطوع، و- السيف القطاع، و- ملك البردة والقضيب: استخلف. والمدبر عند الولاة: من يتصرف الوالي برأيه إذا كان غير كفو، لصغر سنه، أو لضعف سياسته، وعند الرهبان: من يشارك الرئيس الأكبر في رأيه.
والفخذ بفتح الأول وسكون الثاني: ما بين الركبة والورك، و- حي الرجل إذا كان من أقرب عشيرته، تقول: هذا فخذي، أي أدنى عشيرتي، " أقرب الموارد ".
والمراد من المدبر في المقام: هو النبي، كما في نسخة أخرى من الكتاب المقدس، طبع بيروت سنة 1870 م، ص 64، حيث إنه وضع مكان المدبر، لفظة مشترع، و أيضا أطلق المدبر في إنجيل متى، إصحاح 2، آية 6، على عيسى عليه السلام.
2 - كتاب المقدس، سفر التكوين، إصحاح 49، آية 10، ص 63.
3 - كتاب المقدس، إنجيل متى، إصحاح 1، ص 1. - إنجيل لوقا، إصحاح 3 ص 75 - 76.
4 - كتاب المقدس إنجيل متى، إصحاح 15، آية 24، ص 21، وعبارته:
فأجاب (عيسى عليه السلام تلاميذه) وقال: لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بيت إسرائيل.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»