لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٢٧
قد عرض لنا جبل لا تعمل المعاول فيه، فقام مسرعا حتى جاءه، ثم دعا بماء في إناء، وغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه، ثم شرب ومج (1) ذلك الماء في فيه ثم صبه على ذلك الحجر (2)، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة، فنظر نافيها إلى قصور الشام، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة، فنظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب أخرى فبرقت برقة، فنظرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إنه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرق، ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل (3)، فقال جابر: فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله مقوى - أي جائع - لما رأيت على بطنه الحجر، فقلت: يا رسول الله هل لك في الغداء؟ قال:
" ما عندك يا جابر؟ فقلت: عناق (4) وصاع من شعير، فقال: " تقدم وأصلح ما عندك " فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها (5) وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوي، فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله قد فرغنا، فاحضر مع من أحببت، فقام صلى الله عليه وآله إلى شفير الخندق، ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابرا، وكان في الخندق سبعمائة رجل، فخرجوا كلهم، ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار لا قال: أجيبوا جابرا، قال جابر: فتقدمت وقلت لأهلي: قد والله أتاك رسول الله صلى الله عليه وآله بما لا قبل لك به، (6) فقالت: أعلمته
____________________
1 - مج الشراب والشيء من فيه يمجه مجا ومج به: رماه. " اللسان ".
2 - لعل صحيح العبارة: شرب ومج ذلك الماء فيه الخ. أي ثم شرب ورمى ذلك الماء في الإناء، ثم صب ما في الإناء على ذلك الحجر. وفي تفسير البرهان:
ثم شرب ومج (من) ذلك الماء ثم صبه على ذلك الحجر.
3 - 4 - 5 - 6 - تهيل التراب تهيلا وانهال انهيالا: تصب وانصب. والعناق بالفتح: الأنثى من أولاد المعز قبل استكمالها الحول. والعنز: الأنثى من المعز.
وسلخ الشاة: كشط (أي نزع) جلدها. والقبل: الطاقة، يقال: ما لي به قبل، أي طاقة. " أقرب الموارد ".
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 131 132 133 ... » »»