لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٢٢
2 - إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط الليني فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة جلدة برزة تحتبي وتقعد بفناء الخيمة، (1) ثم تسقي وتطعم، فسألوها تمرا أو لحما يشترون، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرملون مسنتون، (2) فقالت والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى، (3) فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى شاة في كسر الخيمة، (4) فقال: " ما هذه الشاة يا أم معبد؟ " قالت: هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم، (5) فقال: " هل بها من لبن؟ " قالت: هي أجهد من
____________________
1 - الجلد: القوة والصبر، ومنه حديث عمر: أخوف جلدا أي قوة في نفسه وجسده. وامرأة برزة: موثوق برأيها وعفافها، ويقال: امرأة برزة:
إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة، تجلس للناس وتحدثهم، من البروز، وهو الظهور. " اللسان ". احتبى بالثوب احتباء: اشتمل به، و- قيل: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند، إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. " أقرب الموارد ". والفناء: سعة أمام الدار. " اللسان ".
2 - أرمل القوم: نفد زادهم، ورجل سنت: قليل الخير، وأسنتوا فهم مسنتون:
أصابتهم سنة وقحط وأجدبوا، ومنه قول ابن الزبعرى:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف وفي الحديث: وكان القوم مسنتين: أي مجدبين أصابتهم السنة، وهي القحط والجدب. " اللسان ".
3 - أعوزه الشيء: أحتاج إليه فلم يقدر عليه، والقرى: الضيافة. " أقرب الموارد ". فيكون معنى ما أعوزكم القرى: ما أحوجكم الضيافة إلى شراء شيء.
4 - الكسر بالفتح ويكسر: الجزء من العضو، و- جانب البيت، و- الشقة السفلى من الخبأ، و- الناحية. " أقرب الموارد ".
5 - الجهد بالفتح: المشقة، والغنم محركة: مصدر، و- الشاء من المعز و والضان، لا واحد لها من لفظها، الوحدة شاة، وهو اسم مؤنث موضوع لجنس الشاء، يقع على الذكور والإناث وعليهما جميعا، ج أغنام وغنوم وأغانم. " أقرب الموارد ".
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»