لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٤٢

____________________
وقد صلى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم العصر، فوضع رسول الله صلى الله عليه (وآله) رأسه في حجر علي رضي الله عنه فنام، فلم يحركه حتى غابت الشمس، فاستيقظ فسأله " أصليت "؟ قال: لا، فقال عليه الصلاة والسلام: " اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيه، فرد عليه الشمس كي يصلي " قالت أسماء: فطلعت عليه الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، وقام على (عليه السلام) فتوضأ وصلى العصر، ثم غابت الشمس، وذلك بالصهباء ". ورواه الطبراني عن أسماء رضي الله عنها بلفظ آخر، (وذكر الحديث، ثم قال:) وفي لفظ آخر عند الطبراني أيضا في " الكبير ": (وذكر الحديث، ثم قال:) ومن القواعد أن تعدد الطريق يفيد أن للحديث أصلا. قال الزرقاني في " شرح المواهب ": ومن لطائف الاتفاقات الحسنة، إن أبا المظفر الواعظ ذكر يوما قريب الغروب فضائل علي رضي الله عنه ورد الشمس له، والسماء مغيمة غيما مطبقا، فظنوا أنها غربت، وهموا بالانصراف فأصبحت السماء ولاحت الشمس صافية الاشراق، فأشار إليهم بالجلوس وقال ارتجالا: لا تغربي يا شمس... (إلى آخر الأشعار).
أقول: وفيها (أي في السيرة الدحلانية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية، جزء 3، ص 136): وأما حديث: " لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع بن نون عليه السلام " فهو محمول على أن المعني، لم تحبس على أحد من الأنبياء غيري إلا ليوشع، وقال الحافظ بن حجر (العسقلاني): الحصر محمول على الماضي للأنبياء قبل نبينا، وليس فيه أنها لا تحبس بعد الماضي، وحديث: حبسها على يوشع لا يعارض حديث علي رضي الله عنه، لأنه في قصة يوشع كان حبسها قبل الغروب، وفي قصة علي عليه السلام كان حبسها بعد الغروب.
" واللآلئ المصنوعة " للسيوطي (ط مصر، دون تاريخ) جزء 1، ص 336، قال السيوطي بعد نقل الحديث: قال الجوزقاني (1): هذا حديث منكر

1 - قال الذهبي: الجوزقاني: الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين جعفر الهمذاني، مصنف كتاب " الأباطيل " وهو محتو على أحاديث موضوعة، طالعته واستفذت منه، مع أوهام فيه، وقد تبين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها (وفاته في سنة 543 ه‍)... " تذكرة الحفاظ ". جزء 4، ص 1308. أقول: وقد ورد ترجمته أيضا في " لسان الميزان "، جزء 2، 269 إلى 271، وفيه: الحسين بن إبراهيم...
دجال، وضع حديث صلاة الأيام بسند كالشمس، إلى مالك عن الزهري، عن سالم عن أبيه مرفوعا، وفيه (أي في الحديث): من صلى يوم الاثنين أربع ركعات... وقد وجدت ابن الجوزي في " الموضوعات " قال ما نصه، صلاة يوم الاثنين، أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا الحسين بن إبراهيم... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى يوم الاثنين... "... قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع بلا شك، وكنت اتهم به الحسين بن إبراهيم، والآن فقد زال الشك، لأن رجال الإسناد كلهم ثقات، وإنما هو (أي حسين بن إبراهيم) الذي وضع هذا... قال: (أي ابن الجوزي): ولقد كان لهذا الرجل حظ من علم الحدث، فسبحان من يطمس على القلوب، انتهى كلامه. (قال ابن حجر بعد ذلك): وأشار بهذا الوصف، إلى أن الحسين بن إبراهيم المذكور، هو الحافظ المعروف بالجوزقاني، وقد ارتضاه هو، ونسخ كتابه الذي سماه " الأباطيل والمناكير " بخطه، و ذكر كثيرا من كلامه فيه في كتابه " الموضوعات " ولا ينسبه إليه، كما بينت ذلك في عدة مواضع... (ثم قال:) وقال المصنف (أي الذهبي) في " طبقات الحفاظ ": الحسين بن إبراهيم الهمذاني، مصنف كتاب " الأباطيل "... مع أوهام فيه، وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها. وهذا موضوع كتابه، لأنه سماه " الأباطيل والمناكير و الصحاح والمشاهير "، ويذكر الحديث الواهي، ويبين علته، ثم يقول: باب في خلاف ذلك، فيذكر حديثا صحيحا ظاهرة يعارض الذي قبله، وعليه في كثير منه مناقشات.
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 137 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»