لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١١٦
الرجل حقه " قال: نعم، لا تبرح حتى أعطيه الذي له، فخرج إليه بحقه فدفعه إليه، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وقال للاراشي: " الحق بشأنك " فأقبل الاراشي حتى وقف على ذلك المجلس، فقال: جزاه الله خيرا، فقد والله أخذ لي حقي، وجاء الرجل الذي بعثوا معه، فقالوا: ويحك ما ذا رأيت، قال: عجبا من العجب، والله ما هو إلا أن ضرب عليه بابه فخرج إليه وما معه روحه، فقال له: أعط هذا حقه، فقال: نعم، لا تبرح حتى أخرج إليه حقه، فدخل فخرج إليه بحقه فأعطاه إياه، ثم لم يلبث أبو جهل أن جاء، فقالوا له: ويلك: ما لك؟ والله ما رأينا مثل ما صنعت قط، وقال: ويحكم، والله ما هو إلا أن ضرب على بابي، وسمعت صوته فملئت رعبا، ثم خرجت إليه وإن فوق رأسه لفحلا من الإبل، ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه (1) لفحل قط، والله لو أبيت لأكلني (2).
____________________
1 - الهامة: رأس كل شيء. والقصرة: أصل العنق إذا غلظت. والناب:
السن خلف الرباعية، مؤنث، ج أنيب وأنياب. " أقرب الموارد ".
2 - السيرة النبوية لابن هشام، القسم 1، ص 389 - 390. - والبداية و النهاية لابن كثير، جزء 3، ص 45. - والسيرة الحلبية، جزء 1، ص 352 - 353. - والسيرة الدحلانية المطبوعة بهامش السيرة الحلبية، جزء 1، ص 225 - 226، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظها. - وقريب مما ذكر ما في بحار الأنوار للمجلسي (كتاب تاريخ نبينا) باب جوامع معجزاته صلى الله عليه وآله ونوادرها نقلا عن قرب الإسناد. - وإعلام الورى للطبرسي، ص 39 - 40. وفيه وكذا في الخرائج على ما في البحار (كتاب تاريخ نبينا) باب معجزاته في كفاية شر الأعداء:
رأيت والله على رأسه تنينا فاتحا فاه، والله لو أبيت لالتقمني. - والمناقب لابن شهرآشوب، جزء 1، ص 129 - 130. وفيه وكذا في الاحتجاج على ما في البحار (كتاب تاريخ نبينا) باب جوامع معجزاته ونوادرها: إنه لما أقبل، رأيت عن يمينه رجالا بأيد بهم حراب تتلألأ، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (أي يشقوا) بالحراب بطني، ويقضمني الثعبانان.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»