لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٢٦
حجابا، فيمكنك منعهم [معهم - خ ل] في المطاولة، ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه، فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم (1) من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أشار بصواب، فأمر رسول الله بمسحه (2) من ناحية أحد إلى راتج (3)، وجعل على كل عشرين خطوة، وثلاثين خطوة، قوما من المهاجرين والأنصار يحفرونه، فأمر فحملت المساحي والمعاول، (4) وبدء رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، و أمير المؤمنين عليه السلام ينقل التراب من الحفرة، حتى عرق رسول الله صلى الله عليه وآله وعي، وقال: " لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين " فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر، وقعد رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد الفتح، فبينا المهاجرون والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه، فبعثوا جابر بن عبد الله بن الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه ذلك، قال جابر: فجئت إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله مستلقي على قفاه و رداؤه تحت رأسه، وقد شد على بطنه حجرا، فقلت: يا رسول الله، إنه
____________________
خفافا وثقالا. ووافى القوم: أتاهم. وطاولني فطلته أطوله: غالبني في الطول و الطول جميعا فكنت أطول منه (فمعنى المطاولة: المغالبة). " أقرب الموارد ".
1 - 2 - دهمه الأمر: غشيه (أتاه). والدهم: العدد الكثير. ومسح المساح الأرض مسحا ومساحة: ذرعها وقسمها بالمقياس. " أقرب الموارد ".
3 - راتج: أطم (أي حصن) من آطام اليهود بالمدينة، وتسمى الناحية به له ذكر في كتب المغازي والأحاديث. " معجم البلدان، ج 3 " ط بيروت، سنة 1376 ه‍ ".
4 - في حديث خيبر: فخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم، المساحي: جمع مسحاة. والمعول: حديده ينقر بها الجبال، قال الجوهري: المعول: الفاس لعظيمة التي ينقر (أي يضرب ويقطع) بها الصخر، وجمعها: معاول. " اللسان ".
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 131 132 ... » »»