لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ١٢٨
أنت ما عندنا؟ قال: نعم، قالت: هو أعلم بما أتى، قال جابر: فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله، فنظر في القدر، ثم قال: اغرفي (1) وأبقي، ثم نظر في التنور، ثم قال: أخرجي وأبقي، ثم دعا بصحفة (2) فثرد فيها وغرف، (3) فقال: يا جابر، أدخل على عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا (4) وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر، على بالذراع، فأتيته بالذراع فأكلوه، ثم قال: أدخل على عشرة، فدخلوا فأكلوا حتى نهلوا و ما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر، علي بالذراع فأتيته فأكلوا وخرجوا. ثم قال: أدخل على عشرة، فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر، على بالذراع فأتيته بالذراع فقلت: يا رسول الله، كم للشاة من ذراع؟ قال: ذراعان: فقلت: و الذي بعثك بالحق نبيا لقد أتيتك بثلاثة، فقال: أما لو سكت يا جابر لأكلوا كلهم من الذراع، قال جابر: فأقبلت أدخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم، وبقي والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياما (5).
____________________
1 - الغرف: رفع الشيء وتناوله، يقال: غرفت الماء والمرق. " المفردات للراغب " وغرف الماء بيده غرقا: أخذه بها. " أقرب الموارد ".
2 - تقدم في صفحة 120 معنى الصحفة والقصعة.
3 - وغرف: أي: أخذ مما في القدر بالمغرفة وصب على الثريد الذي في الصحفة.
4 - نهلت الإبل: شربت أول الشرب، و- عطشت، والنهل من الأضداد، لوقوعه على الري والعطش، وحقيقته أول السقي، والاكتفاء به قد يقع وقد لا يقع...
والنهل أيضا ما أكل من الطعام.. " أقرب الموارد ". أقول: وفي تاج العروس بعد قول صاحب القاموس (والنهل محركة من الطعام ما أكل): وقد ورد في كلام بعضهم: أكل من الطعام حتى نهل، قال شيخنا: والظاهر أنه من المجاز، وعلاقة لزوم الشرب للأكل غالبا، وإلا فالنهل إنما هو في الشراب كالعلل.
5 - البحار للمجلسي (كتاب تاريخ نبينا) باب غزوة الأحزاب... نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم. - وتفسير البرهان للبحراني، ج 3، ص 295 - 296 نقلا عن
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 131 132 133 134 ... » »»