صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٣٩
فقد حده) وهذا بين إذا كان الوصف غير الذات فلا بد من وجود حد لكل منهما، ويلزم من ذلك ما في الفقرة الثانية من التعدد، وإذا تعدد بطل أن يكون واجب الوجود لذاته أزليا.
فالعقل يحكم باتحاد الصفات الإلهية مع الذات، حتى مع عدم ورود هذه النصوص الصريحة في ذلك عن أهل البيت (ع) إلا أن الأحاديث أنارت طريق الفكر في التوحيد عند الشيعة، فجاء قولهم واحدا لا لبس فيه، بخلاف المعتزلة الذين كانت لهم آراء مختلفة في ذلك اتفقت فيما بعد على توحيد الذات مع الصفات.
وأما الصفات الفعلية، فالشيعة تثبت الصفات التي نطق بها القرآن الكريم أو السنة الصحيحة الثابتة عن الرسول (ص) وأهل البيت (ع)، فيوصف الله تعالى بالمتكلم لأنه ورد في القرآن الكريم: (وكلم الله موسى تكليما) وأنه خالق رازق محي ومميت وغير ذلك من الصفات الفعلية، وكلامه تعالى هو خلقه للكلام في شجرة أو جبل أو غيرها من مخلوقاته، قال العلامة (رحمه الله): (أنه تعالى متكلم بالإجماع، والمراد بالكلام الحروف والأصوات المسموعة المنتظمة، ومعنى أنه تعالى متكلم إنه يوجد الكلام في جسم من الأجسام، وتفسير الأشاعرة غير معقول) (1).
وقال المفيد (رحمه الله): (ووصفنا له بصفات الأفعال، كقولنا: خالق، رزاق، محيي، مميت، مبدئ، معيد) (2). وقال العلامة المظفر: (وأما الصفات الثبوتية الإضافية، كالخالقية، والرازقية، والتقدم، والعلية، فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية وهي القيومية لمخلوقاته، وهي صفة واحدة تنتزع منها عدة صفات باعتبار اختلاف الآثار والملاحظات) (3).

(1) الباب الحادي عشر فصل الصفات.
(2) تصحيح الاعتقاد، ص 11.
(3) عقائد الإمامية، ص 39.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست