صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٣٦
واستدل على عموم قدرته بأن السبب الذي يقتضي القدرة هو الإمكان وهو صفة موجودة بنحو واحد في جميع الممكنات (1). وقال: إنه تعالى عالم لأنه فعل الأفعال المحكمة وكل من فعل ذلك فهو عالم (بالضرورة أي البداهة) (2).
وأضاف: أن علمه يتعلق بكل معلوم لتساوي نسبة جميع المعلومات إليه ثم قال:
إن الله حي لأنه قادر عالم فيكون حيا (3).
وجعل القدم والأولية والبقاء والأبدية من صفاته الذاتية، ومعنى ذلك: أن الله تعالى قبل كل شئ وبعد كل شئ فليس بعده شئ (4). وقد شرح كل هذه الصفات المقداد السيوري في النافع يوم الحشر بإيضاح.
هذا كلام علماء الشيعة المتقدمين، وأما من المتأخرين فقال الشيخ المظفر في (عقائد الإمامية): ونعتقد أن من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات (الجمال والكمال) كالعلم، والقدرة، والغنى، والإرادة، والحياة، هي كلها عين ذاته، ليست هي صفات زائدة عليها وليس وجودها إلا وجود الذات، فقدرته من حيث الوجود حياته، وحياته قدرته، بل هو قادر من حيث هو حي وحي من حيث هو قادر، لا اثنينية في صفاته من حيث وجودها، وهكذا الحال في سائر صفاته الكمالية.
نعم هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها لا في حقائقها ووجوداتها لأنه لو كانت مختلفة في الوجود وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات للزم تعدد واجب الوجود ولانثلمت الوحدة الحقيقية، وهذا ما ينافي عقيدة التوحيد (5) بل بجعل

(1) نفس المصدر، ص 11.
(2) المصدر السابق، ص 12.
(3) نفس المصدر، ص 13.
(4) نفس المصدر، ص 16.
(5) عقائد الإمامية، ص 38 - 39.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست