شهداء أهل البيت (ع) قمر بني هاشم - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٥١
أطفال أخيه، وسائر الصبية من أبناء أخوته، وقد ذبلت شفاههم، وتغيرت ألوانهم من شدة الظمأ ذاب قلبه حنانا وعطفا عليهم، فاقتحم الفرات، مع ثلة من أصحابه وحمل الماء إليهم، وسقاهم، وفي اليوم العاشر من المحرم، سمع الأطفال ينادون العطش العطش، فتفتت كبده رحمة ورأفة عليهم، فأخذ القربة، والتحم مع أعداء الله حتى كشفهم عن نهر الفرات، فغرف منه غرفة ليروي ظمأه فأبت رحمته أن يشرب قبل أخيه وأطفاله، فرمى الماء من يده.
وقد بحث أهل السير والتاريخ في الأمم السالفة فلم يجدوا مثل هذه الرأفة والرحمة، والتضحية والمواسات التي تحلى بها قمر بني هاشم وفخر عدنان.
هذه بعض عناصر أبي الفضل وصفاته، وقد ارتقى بها إلى قمة المجد التي ارتقى إليها أبوه.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست