شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٠٧
والنكال بهم وظلمهم وقسوتهم واعتداءاتهم على النفوس والأعراض والأموال وتقريبهم لأراذل خلق الله المتابعين لهم على السحت والجنايات والفضائع والمنكرات لا يهمهم النكث بالعهد والغدر والخديعة والكذب والنفاق وكلما حرم الله وضرب أولياء الله وأحباءه بالقتل والقطع والشتم والإهانة والزجر لا يفرقون بين الشيخ الزاهد والورع العابد لا يأبهون النكال حتى بالنساء والأطفال والعقلاء والجهال، يخدعون الجهال والسفهاء ويستميلون بالمال والجاه أهل الأهواء ويغدرون بالخيرة البررة الأبرياء. ومن المؤسف أن نرى مثل ابن عمر الذي اعتزل هو وسبعة أنفار مثله وخالفوا كافة الصحابة والمسلمين أن يبايعوا عليا عليه السلام يبايع يزيدا مقابل 100 ألف يقبضها من معاوية (1) وتقاعس عن نصرة الحسن والحسين عليهما السلام. وفي عهد عبد الملك بن مروان بايع حذاء الحجاج بن يوسف الثقفي في مكة المكرمة تحقيرا له وكفاه عارا وشنارا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى. لماذا لأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن ابني هذا يعني الحسين عليه السلام يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك فلينصره فلم ينصره راجع بذلك الإصابة لابن حجر ج 2 ص 68.
وهكذا حاول معاوية أن يشتري الضمائر ما استطاع كما اشترى دين عمرو بن العاص كما تستطيع أن تقرأ من أقواله وأشعاره منها القصيدة الجلجلية التي كتبها لمعاوية يعترف بها بفضل علي عليه السلام ويعترف إنه قد باع دنياه مقابل ولاية مصر لمعاوية فخان الله ورسوله تستطيع مراجعتها في مجمع الزوائد ج 9 ص 174 والغدير للمحقق الحجة الشيخ عبد الحسين الأميني ج 2 ص 44 و 116 و 120 و 121 و 128.
وهذا معاوية نفسه اللعين المنافق المار ذكره وذكر أبيه فيما مر وبعد مقتل عثمان وبيعة مجموع الصحابة عليا عليه السلام وفي مقدمتهم طلحة والزبير يلقي تبعة القتل

(١) أنظر: أنساب الأشراف للبلاذري: 5 / 31، لسان الميزان - لابن حجر: 6 / 294.
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»