شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٩٦
الناس إسلاما وأصدق الناس نية، وأطيب الناس ذرية، وأفضل الناس زوجة، وخير الناس ابن عما وأنت اللعين ابن اللعين ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله، وتجهدان على إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتحالفان فيه القبائل على ذلك مات أبوك وعلى ذلك خلفته والشاهد عليك بذلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤوس النفاق والشقاق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والشاهد لعلي عليه السلام مع فضله المبين وسبقه القيم أنصاره الذين ذكروا بفضلهم في القرآن، فأثنى الله عليهم من المهاجرين والأنصار، فهم معه عصائب وكتائب حوله، يجالدون بأسيافهم ويهرقون دمائهم دونه، يرون الفضل باتباعه، والشقاء في خلافه، فكيف ولك الويل تعدل نفسك بعلي عليه السلام؟ وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه وأبو ولده وأول الناس اتباعا وآخرهم به عهدا، يخبره ويسره، ويشركه في أمره، وأنت عدوه وابن عدوه، فتمتع ما استطعت وليمدد لك ابن العاص في غوايتك، فكأن أجلك قد انقضى، وكيدك قد وهن، وسوف يستبين لمن تكون العاقبة العليا واعلم أنك إن تكايد ربك الذي قد آمنت كيده وآيست من روحه وهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور، وبالله وأهل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم عنك الغناء، والسلام على من اتبع الهدى.
الحسن ومعاوية وجاء في المستطرف ج 1 ص 157 والاتحاف، لما ولي معاوية الأمر وقدم المدينة صعد المنبر فخطب وقال: فما ابن علي؟ ومن علي؟ فقام الحسن عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله عز وجل لم يبعث بعثا إلا جعل له عدوا من المجرمين، فأنا ابن علي عليه السلام وأنت ابن صخر، وأمك هند وأمي فاطمة عليها السلام وجدتك فتيلة وجدتي خديجة، فلعن الله ألأمنا حسبا، وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا، فصاح أهل المسجد آمين آمين. فقطع معاوية خطبته
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»