على علي عليه السلام وهو يعرف من قتل عثمان ولا ينسى لا هو ولا أي فرد من بني أمية إن طلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين أشد من ألبوا عليه حتى منعوه الماء وحتى قتلوه وحتى منعوا دفنه في مقابر المسلمين، ومعاوية هذا لا يخفى عليه الصالح من الطالح ومن هو ذو العقيدة الراسخ في دينه ومن استهوته مطامع الدنيا، والطيور على أمثالها تقع فهو لا يجد ملتمسا عند علي عليه السلام إمام المتقين الطاهر الزكي أعدل وأعلم الأمة لا يجد عنده معاوية مطمعا من دنياه ولم يجد له نقطة ضعف ليتمسك بها سوى الافتراء والكذب وفي الوقت عرف أن طلحة والزبير ما حفزهما لقتل عثمان سوى حب الدنيا والجاه والسلطة فأسرع وكتب لهما كتابا تابع فيه من أسند له الولاية (أبا بكر وعمر) وأخص عمر الذي قرن طلحة والزبير بعلي عليه السلام ليخاصمانه إذا ما بلغ مثل هذا اليوم وإذا بمعاوية يتبع أثر عمر وبنفس التحريض والتهييج فيبادر برسالته إلى الزبير وأخرى إلى طلحة وثالثة إلى مروان يحرضهما على علي عليه السلام ومخاصمته.
رسالة معاوية للزبير ذكرها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 77 وفيها يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم:
لعبد الله الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك أما بعد:
فإني قد بايعت لك أهل الشام، فأجابوا واستوسقوا كما يستوسق الحلب (اللبن المحلوب) فدونك الكوفة والبصرة لا يسبقك إليهما ابن أبي طالب عليه السلام، فإنه لا شئ بعد هذين المصرين، وقد بايعت لطلحة بن عبيد الله من بعدك، فاظهر الطلب بدم عثمان وادعوا الناس إلى ذلك، وليكن منكما الجد والتشمير أظفركما الله وخذل مناوئكما، فسر الزبير بهذا الكتاب وأعلم به طلحة ولم يشكا في النصح لهما من قبل معاوية، وأجمعا عند ذلك على خلاف علي عليه السلام.
نرى من هذا عدة أمور كيف أن معاوية كان يعرف في طلحة والزبير أن