شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤١٨
فنرى أن معاوية لم يترك أحدا إلا حركه واستمزحه من العشرة المبشرة وأهل الشورى والصحابة المقربين وكل أبدى رأيه فيه وإليك كتاب هذا الصحابي الذي تراه كيف يصرح بعمل معاوية مع عثمان حيا وميتا ويعلن خطأه وصواب المهاجرين والأنصار تجاه علي عليه السلام قوله:
كتاب محمد بن مسلمة لمعاوية " ولعمري يا معاوية، ما طلبت إلا الدنيا، ولا اتبعت إلا الهوى، ولئن كنت نصرت عثمان ميتا، لقد خذلته حيا، ونحن ومن قبلنا من المهاجرين والأنصار أولى بالصواب. راجع بذلك الإمامة والسياسة ج 1 ص 87.
وبعد هذا سوف نرى كيف أقر معاوية المنكرات وغير وبدل ونكل وظلم ونشر المعارف الإسلامية مدسوسة مزورة مغشوشة مليئة بالأباطيل والمفتريات وجر الأمة الإسلامية إلى العصبيات الجاهلية ومد حكومة الظلم والفساد قهرا على الأمة والإطاحة بالصالحين وغلبة الفسقة الطالحين أهل الفجور والفساد وبدسائسه وتحريك طلحة والزبير وعائشة ليثير حرب الجمل فتزهق فيه أرواح عشرات الألوف من الأبرياء المسلمين ويرسل غاراته للفتك والتدمير شرقا وغربا وجنوبا على العراق ومصر والحجاز واليمن ويستفيد من ولاة عثمان السابقين ومعلوماتهم وثروتهم فيلحق به بعضهم ويرسل الآخرين مثل يعلى بن أمية لتجهيز حرب الجمل فأجابه أمير المؤمنين علي عليه السلام:
جواب علي عليه السلام أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر إنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ولم يجنها بعضنا على بعض، فإني لو قتلت في ذات الله وحييت ثم قتلت وحييت
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»