لوجدنا أن أبا بكر وعمر هما البادئين والمؤسسين بما قام به بنو أمية من كل السيئات والمظالم والاعتداءات ونقض العهود والتغيير والتبديل في كتاب الله وسنة نبيه والبدع المزرية والفجائع المخزية على آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والمسلمين في الشرق والغرب من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيام الساعة وهم مؤسسي التفرقة والمذاهب والشقاق والنفاق بمخالفتهم وصايا الكتاب ووصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته المتقين، ورب سائل يقول وكيف ذلك؟ فأقول: متى بدء حكم بني أمية على الشام؟ أليس منذ الحملة الأولى التي أرسلها أبو بكر ودبرها عمر! ومتى ولي ابن أبي سفيان على الشام وأقام ملكهم الأول أليس في عهد أبي بكر وبتأييد عمر فبقي ابن أبي سفيان واليا في عهد أبي بكر القصير وعهد عمر الطويل لا يزحزحه كغيره ولا يصده في نهيه وأمره وخيره وشره، بل أيده مرارا وقدمه كرارا وحاباه على سواه حينما قال معاوية كسرى العرب وهو القائل (أعني عمر) إن هذا الأمر لا يكون إلا للبدريين والأحديين والمهاجرين الأولين وليس لطليق وابن طليق فيه حق (1) فناقض قوله بفعله في بني أمية في أبي سفيان وولده، وترك معاوية السنين المتطاولة يحكم أمره ويشيد ملكه ويوطد شؤونه حتى جاءت الشورى وإذا بعمر يصرح لأعضاء الشورى غير آبه ولا مكترث بما يسند به ملك بني أمية وشيعتهم ويهدد به عليا عليه السلام وتابعيه فيقول: لا تختصموا فإن معاوية وابن أبي العاص لكم بالمرصاد!
فماذا عنى عمر بهذا وقد حابا عثمان بصهريه وصاحبيه عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص في أعضاء الشورى وحاباه أن جعل عند تساوي الأصوات من كان