شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤١٠
على دم عثمان الذين اشتركوا فيه جميعا حتى معاوية بخيانته في مشورة عثمان وغدره به لمد المعونة حتى قتل وهو متعمد لكل ذلك وطلحة والزبير اللذان كانا أشد الصحابة والمسلمين على عثمان وعزله وحبسه وقطع الماء عنه وقتله ومنع دفنه وإذا بهم يتفقون على اتهام الرجل البرئ المنصوص على خلافته من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماع الأمة على أمير المؤمنين علي عليه السلام كما مر ورأينا وكل منهم سمع كلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم. من كنت مولاه فعلي عليه السلام مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. هذا إلى الكثير من المناقب والفضائل المارة في علي عليه السلام في كتاب الله وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتعال معي لنرى كيف أن معاوية يحرك الزبير ويقدم له وجوها يؤمله بها بالفضل للتقدم ويشجعه على الدعوة لنفسه إمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ويقنعه نفسيا ويريه أنه من الذين يؤمنون بهذا الحق وهو يخادعه إذ أن معاوية أشد مكرا من أن يخفى عليه مقام علي عليه السلام بالنسبة للزبير وطلحة بيد إنما هو المكر والخديعة التي ورط بها طلحة والزبير وأشعل بها نار الحرب على علي عليه السلام ودس فيهما المنافقين مثل مروان وهو يبعث إليه بالكتب ويعلمه الحيل والتدابير الشيطانية لإلقاء الفتن وإشعال نار الخصام وهذا كتابه أيضا للزبير:
كتاب معاوية للزبير أما بعد: فإنك الزبير بن العوام ابن أبي خديجة (خويلد أبو خديجة الكبرى زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جد الزبير بن العوام بن خويلد) وابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذ أن أم الزبير صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله) وحواريه وسلفه (والسلف زوج أخت امرأته إذ زوجة الزبير أخت عائشة أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) وصهر أبي بكر،
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»