معه عبد الرحمن بن عوف، وحاباه حينما قال فإن خالف الباقون فاقتلوهم، وحاباه حينما قال إن معاوية لكم بالمرصاد وحاباه وهو يعلن لعثمان إنك ستسلط بني أمية وآل أبي معيط على المسلمين وإن هذه الحقائق كانت تنبعث من عمر الذي وجده وربما أخلص أعوانه أخص منهم بنو أمية والجماعة المهضومة حقوقهم أخص عليا عليه السلام وعترته وصلحاء الأمة كانوا يدركون الحقائق، ونحن إذا محصنا الواقع لوجدنا أن عمر وأبو بكر منذ الأيام الأولى لم يجدوا أعوانا من خيرة الصحابة من المهاجرين والأنصار من يعاضدهم في أمرهم سوى الشرذمة القليلة ولهذا لم يجدوا بدا سوى أن يحلوا عنهم من أعداء الإسلام والطلقاء أمثال معاوية وأخيه وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، فأين إذن خيار الصحابة من المهاجرين والأنصار أولئك الذين خنقهم عمر وحبس أنفاسهم من الحديث والرواية والاجتهاد وأين أهل البيت الهاشمي وأين البدريون وأين أهل الخندق واحد والغزوات وأين علي المرتضى عليه السلام الذي لولا سيفه في بدر واحد ويوم الخندق وخيبر وحنين وغيرها لما قامت للأمة الإسلامية قائمة أين أولئك حتى تجد عمرا يوليها معاوية وأضرابه ويقدمها لعثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ويعرف حنانه على الطلقاء والملاعين من بني أبيه وبغضه لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الخيرة أولئك الذين لم يأل جهدا من النكال بهم. وهذا عثمان الذي أزاد في الطنبور نغمات وبالجور والتعسف درجات فولى بنو أمية وخولهم ما شاؤوا من بيوت مال المسلمين من صدقاتهم وغنائمهم وهذا معاوية يمتد ملكه عشرات السنين وبيده الحل والعقد وجمع ما جمع ورشا ما رشا وهيأ ما هيأ يرشي السفهاء والرؤساء ولا يهمه غيرهم وشبهته الحيلة والمكر والخديعة والكذب، يبطن الكفر والفسق والفجور حتى وجد الفرصة المناسبة دبر قتل عثمان الخليفة الغافل الضعيف فأوعده بالعدة والعدد ومنعه من قبول اتباع كتاب الله المجيد وسيرة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والنزول لإجماع صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما غير وبدل حتى هبت عليه الأمصار واجتمعت عليه يطلبون الإصلاح حتى إذا رأوا
(٤٠٥)