ولك يوم أحد شرفه وفضله، فسارع - رحمك الله - إلى ما تقلدك الرعية من أمرها مما لا يسعك التخلف عنه، ولا يرضى الله عنك إلا بالقيام به فقد أحكمت لك الأمر قبلي والزبير فغير متقدم عليك بفضل وأيكما قدم صاحبه فالمقدم الإمام والأمر من بعده للمقدم له سلك الله بك قصد المهتدين ووهب لك رشد الموفقين. والسلام).
ترى كيف معاوية وهو يغض عن مقام علي عليه السلام وكيف هم أعمتهم بصيرتهم لهذا النعت الذي لا يساوي في كل من طلحة والزبير ميزة واحدة إمتاز بها علي عليه السلام في السبق والعلم والتقوى والجهاد وما جاء فيه من الله ومن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها وغيرها، وإذا بهم جميعا يموه الواحد على الآخر ويمكر الواحد بالآخر وقد قال الله تعالى (والأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
وبعد رأينا كيف قتل الزبير وقتل ابنه عبد الله بيد بني أمية وقتل طلحة بيد مروان وسمت عائشة بيد معاوية وخسر الكل دنياهم وآخرتهم ولسوف ترى مكر معاوية بالوقت الذي يبايع الزبير وطلحة ويحركهم كيف يحرك مروان وبني أمية ضدهم وإليك كتابه لمروان بن الحكم.
معاوية وعمرو بن العاص أرسل معاوية إلى عمرو بن العاص واستماله وكتب له عهدا بمصر إنها له وبعد اقتناعه، أشار عليه أن يقنع شرحبيل ابن السمط الكندي فهو رأس أهل الشام وهو عدو رسول علي عليه السلام (جرير بن عبد الله) قائلا له أرسل إلى شرحبيل ووطد له ثقاتك فليفشوا في الناس إن عليا عليه السلام قتل عثمان وليكونوا أهل الرضا عند شرحبيل فإنها كلمة جامعة لك أهل الشام على ما تحب وإن تعلقت بقلب شرحبيل لم تخرج منه بشئ أبدا.