شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٠٢
وعمر غصبا حقه وتربصوا به الدوائر وأجبراه على أن يبايعهما قهرا وبعده لم يشركاه في سرهما وأقصوه وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أن يشركوهما في الأمر وإنهما على هذا اتفقا واتسقا وإنه أي معاوية اتبع خطاهما واتبع أثرهما في الرأي والأحكام فإن كان غصب حق علي عليه السلام وعترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن خالف نص الكتاب وسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن غير وبدل وابتدع وزيف ودس وقدم الطالحين وأبعد الصالحين كل ذلك لأنه اقتدى بهما وسار سيرهما فإذا كان حق لمحمد بن أبي بكر عتابا أو توجيه لوم أو وصمة على أقواله وأعماله فالجدير أن يوجه ذلك اللوم وتلك الوصمات إلى أبيه أبي بكر وصاحبه عمر فهما البادئان وهما المؤسسان لكل هذه الأحداث ولكن أزيد القارئ الكريم إطلاعا واقيه عناء البحث والتصفح فإني أعيد مقتطفات مما جاء في كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر أدناه:
نبذة من رسالة معاوية لمحمد بن أبي بكر قال معاوية: أما بعد فقد أتاني كتابك. حتى وصل إلى قوله: ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب عليه السلام وقديم سوابقه وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ونصرته له ومواساته إياه في كل هول وخوف إلى أن قال: فقد كنا وأبوك ( يعني أبا بكر) معا في حياة نبينا نعرف حق ابن أبي طالب عليه السلام لازما لنا وفضله مبرزا علينا فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما عنده وأتم له ما وعده وأظهر دعوته وأفلج حجته وقبضه الله إليه كان أبوك وفاروقه أول من ابتز حقه وخالفه على أمره على ذلك اتفقا واتسقا ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما، فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما. فهما به الهموم وأرادا به العظيم. ثم إنه بايعهما وسلم لهما على أن لا يشركانه في أمرهما. ولا يطلعانه على سرهما، حتى قبضهما الله، إلى أن قال: فإن يكن ما نحن فيه صوابا فأبوك أوله وأن يكن جورا فأبوك رأسه. ونحن شركاءه.
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»