شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٨
وإذ هم يحدقون بداره جاء الصحابي العظيم نيار الأساعي (1) بن عياض يريد وعظه ودرء الخطر عنه فرماه غلام عثمان أبو حفصة من داره فقتله فطلبوا تسليم الغلام لإقامة الحد عليه بالصحابي فأبى تسليمه وهو ينتظر المدد والعدة للقضاء عليهم وعندها شدوا عليه وأحرقوا باب داره وتسلقوا من السطوح فقابلهم بنو أمية ثم فروا تاركين عثمان وحده حتى قتل وبعد أن قتل جماعة من المسلمين بيد بني أمية وموالي عثمان هذا وقد لاذ الفارون بدار أم المؤمنين حبيبة بنت أبي سفيان فخبأتهم وقد ألقوا عليه الحجج قبل قتله فقالوا إنما نقتلك لأنك سعيت في الأرض فسادا، وإنك بغيت وقاتلت على بغيك، وإنك حلت دون بلوغ الحق ومنعته وقاتلت دونه وكابرت عليه، لقد بغيت ومنعت الحق وحلت دونه وكابرت عليه وأبيت أن تقيد من نفسك من ظلمت عمدا وتمسكت بالإمارة علينا ولم ننتخبك بل توليتنا قهرا ومكرا وجرت في حكمك وقسمتك. فإن زعمت أنك لم تكابرنا عليه وإن الذين قاموا دونك ومنعوك منا إنما يقاتلون بغير أمرك فإنما يقاتلون لتمسكك بالإمارة، فلو أنك خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال دونك ". ذلك ما أخرجه الطبري في تاريخه.
وروى البلاذري: لما بلغ أهل مصر ومن معهم ممن حاصر عثمان ما كتب به إلى ابن عامر ومعاوية زادهم ذلك شدة عليه وجدا في حصاره وحرصا على معاجلته بالقتل وكان طلحة أشدهم عليه.. وإذ كانوا الصحابة حكموا بكفره منعوا بعد قتله الصلاة عليه وغسله وتكفينه ودفنه في مقابر المسلمين راجع بذلك ياقوت الحموي والسيرة الحلبية وشرح النهج وما كتبه ابن الأثير والدميري.
المراجع أحيل القارئ الكريم إلى المراجع التي تثبت ما ذكر. أنساب البلاذري ج 5 كتاب صفين، الإمامة والسياسة ج 2 والعقد الفريد ج 2 كامل المبرد ج 1، شرح ابن

(1) أخرجه الطبري من طريق أبي حفصة مولى مروان.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»