شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٣
بقصيدته الجلجلية بذلك).
وعندها لم يجدوا من يكلم الناس سوى إمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السلام فطلبه ولما أتاه قال: يا أبا الحسن ائت هؤلاء القوم فادعهم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. قال: نعم إن أعطيتني عهد الله وميثاقه على أنك تفي لهم ما أضمنه عنك. قال نعم. وبعد أخذ العهد من عثمان خرج إلى القوم فقالوا: وراءك قال: لا. بل أمامي. تعطون كتاب الله وتعتبون من كلما سخطتم فعرض عليه ما بدل عثمان وقالوا: أتضمن ذلك عنه؟ قال نعم. قالوا رضينا. وأقبل وجوههم وأشرافهم مع علي عليه السلام حتى دخلوا على عثمان وعاتبوه فأعتبهم من كل شئ فقالوا أكتب بهذا كتابا فكتب:
عهد عثمان للمصريين بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من المؤمنين والمسلمين إن لكم أن أعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يعطي المحروم ويؤمن الخائف ويرد المنفي ولا تحجر البعوث (أي لا تحبس في أرض العدو ولم تقتل) ويوفر الفئ وعلي بن أبي طالب عليه السلام ضمين المؤمنين والمسلمين وعلى عثمان بالوفاء في هذا الكتاب) شهد بذلك الزبير بن العوام وطلحة بن عبد الله وسعد بن مالك ابن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وسهل بن حنيف وأبو أيوب خالد بن زيد كتب في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأخذ كل قوم كتابا وانصرفوا. وتفهم من مفهوم المخالفة عند مطالعة العهد إن عثمان كان قد خالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وخالف في كلما ورد في الكتاب. وأشار علي عليه السلام على عثمان تدعيما للعهد وتطمينا للقلوب أن يخرج عثمانا ويلقى على مسامع المسلمين كلاما يسمعه الناس ويشهد الله ما في قلبه، ويكونون شهودا له في أمصارهم ويقطع دابر النزاع في المدينة والأمصار. وهذا رأي
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»