شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٧
قمصنيه الله وألقى بنو أمية وهم يريدون مخرجا للتبعة على من يدافع عن عثمان وينصحه ويريد له مخلصا وهو علي عليه السلام قائلين له لقد أفسدت علينا أمرنا فقال يا سفهاء ألا ترون ما أبذله وما تقومون بإفساده وكم أصلحت وأفسدتم وانصرف وهو يقول اللهم إني برئ مما يقولون ومن دمه إن حدث حدث.
وفي لفظ قال المصريون لعثمان: إما أن تكون صادقا أو كاذبا فقد استحققت الخلع لضعفك وغفلتك وخبث بطانتك لأنه لا ينبغي لنا أن نترك على رقابنا من يقتطع مثل الأمر دونه لضعفه وغفلته، وقالوا له: إنك ضربت رجالا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغيرهم حين يعظوك ويطلبون منك الحق فأقد نفسك من ضربتهم وأنت لهم ظالم. فقال: الإمام يخطئ ويصيب فلا أقيد من نفسي لأني لو أقدت كل من أصبته بخطأ أتى على نفسي. قالوا إنك أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع، فإذا كلمت فيها أعطيت التوبة ثم عدت إليها وإلى مثلها ثم قدمنا عليك فأعطيتنا التوبة والرجوع إلى الحق ولامنا فيك محمد بن سلمة وضمن لنا ما حدث من أمر، فاخفرته فتبرأ منك وقال: لا أدخل في أمره فرجعنا أول مرة لنقطع حجتك ونبلغ أقصى الإعذار إليك نستظهر بالله عز وجل عليك فلحقنا كتاب منك إلى عاملك علينا تأمره فينا بالقتل والقطع والصلب وزعمت أنه كتب بغير علمك وهو مع غلامك وعلى جملك وبخط كاتبك وعليه خاتمك فقد وقعت بذلك عليك التهمة القبيحة مع ما بلونا منك قبل ذلك من الجور في الحكم، والإثرة في القسمة والعقوبة للأمر بالتبسط من الناس والإظهار للتوبة ثم الرجوع إلى الخطيئة ولقد رجعنا عنك وما كان لنا أن نرجع حتى نخلعك ونستبدل بك من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لم يحدث مثل ما جربنا منك ولم يقع عليه من التهمة ما وقع عليك فاردد خلافتنا واعتزل أمرنا، فإن ذلك أسلم لنا منك وأسلم لك منا " فأبى النزول إلى ما يريدون فآذنوه بالحرب راجع بذلك تاريخ الطبري ج 5 ص 120 و 121.
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»