شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٦
أحد من خلقه من عهد وميثاق وأشهد عليه وجوه المهاجرين والأنصار فكف الناس وكتب إلى الأمصار وطلبوا منه عزل ابن أبي سرح ونصب محمد بن أبي بكر محله فكتب وأخذوا الكتاب وذهبوا. وأما عثمان فبدأ يتأهب ويتخذ جندا عظيما من رقيق ميس والأسلحة وفي الطريق وقد وصلوا على بعد ثلاثة أيام في أيله أو بمنزل قبلها على بحر القلزم آخر الحجاز مما يلي الشام هنا وجدوا غلام عثمان على بعير فظنوا به الظنون فسألوا عن وجهته فقال مصر إلى ابن أبي سرح وفتشوه ووجدوا قارورة مختومة بالرصاص في أدواته فيها كتاب إلى ابن أبي السرح يقول فيها: أما بعد: فإذا قدم عليك عمر بن بديل فاضرب عنقه واقطع يدي ابن عديس وكنانة وعروة ثم دعهم يتخبطون بدمائهم حتى يموتوا ثم أوثقهم إلى جذوع النخل كما جاء بألفاظ أخرى ومنها إن مثل في قتلهم وممن أمر به هو محمد بن أبي بكر وبالتالي وبعد القتل والتعذيب والحبس أوصاه أن ينتظر أوامره الأخرى، وقد كان كتب للمصريين بعزل عبد الله بن أبي السرح ونصب محمد بن أبي بكر محله ومحاكمته أمام معشر المهاجرين والأنصار لكن هالهم ما وجدوا في كتابه مع غلامه فختم محمد بن أبي بكر الكتاب بخواتيم من معه ودفعه إلى رجل منهم قدم به إلى المدينة وهناك جمعوا عليا عليه السلام وطلحة والزبير وسعدا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفلوا الكتاب بمحضرهم فهالهم وهال جميع المسلمين واشتدوا حنقا على عثمان وأخذ علي عليه السلام الكتاب ودخل على عثمان وحاصر الناس دار عثمان وطوقوه وأخرج علي عليه السلام الكتاب وسأله عن غلامه فأقر وسأله عن جمله فأقر إنها ملكه وسأله عن مهره ذيل الكتاب فأقر إنه مهره لكنه أقسم أنه لا علم له به وقد ثبت أن مروان كتبه بيد أهل الكتابة بأمره أو من مروان نفسه وعندها طلبوا منه أن يسلمهم مروان ليحاكموه وهو عنده فأبى وهذا أزاد عليه غضب الجميع لا سيما تيما وأنصارهم وفي مقدمتهم محمد بن أبي بكر وطلحة وعائشة وقالوا لعثمان وهو ينكر أنه لم يكتب الكتاب قائلين له هذا أعظم الشر أن يكتب عنك كتاب لا تعلمه فما مثلك يلي أمور المسلمين وطلبوا أن يخلع نفسه فقال ما كنت لأنزع قميصا
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»