الإمام علي عليه السلام إذ يرى لا مأمن من أن يأتي ركب آخر من الكوفة والبصرة أو من مصر فيقول: يا علي عليه السلام اركب إليهم وإن لم يفعل قال قطع رحمي واستخف بحقي فخرج عثمان وخطب. فأقر بما فعل واستغفر الله منه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من زل فليتب فأنا أول من اتعظ، فإذا زللت فليأتني أشرافكم فليردوني برأيهم فوالله لو ردني إلى الحق عبد لاتبعته، وما عن الله مذهب إلا إليه ".
فسر الناس بخطبته واجتمعوا حول دار خليفتهم شكرا وامتنانا ووداعا يطلبون توديعه وإبداء الامتنان والشكر له.
والخليفة قد دخل داره ويظهر أن كلامه لم يرق لمروان وبقية بني أمية وأراد مروان تبديل رأيه فوقفت دون ذلك زوجته نائلة أنك عهدت لهم فيلزم الوفاء بيد الرجل الضعيف لا يزال ألعوبة بيدهم فغيروا رأيه وأنه مسلوب الإرادة ولا يعتمد عليه أبدا كما ترى أنهم بعدها قرروا إما عزله أو قتله.
وهكذا نرى عثمان يعود ويعطي زمام الأمر لمروان ويقول اخرج إليهم فإني أستحي أن أكلمهم فخرج مروان إليهم والناس يركب بعضهم بعضا وقال: ما شأنكم قد اجتمعتم؟ كأنكم قد جئتم لنهب، شاهت الوجوه، كل إنسان آخذ بإذن صاحبه إلا من أريد، جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا اخرجوا عنا. أما والله لأن رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لا يسركم ولا تحمد غب رأيكم. ارجعوا إلى منازلكم، فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا، هكذا أبان مروان الحقيقة، فنزلت كلماته كالصاعقة على رؤوس القوم وأدركوا حقيقة عثمان وعادوا إلى الضامن الذي ضمن عثمان. فجاء علي عليه السلام مغضبا ودخل على عثمان. فقال لعثمان: أما رضيت من مروان ولا رضى منك إلا يحرفك عن دينك وعن عقلك مثل جمل الضعيفة يقاد حيث يسار به! والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه، وأيم الله إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك وما أنا عائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك