شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٧٥
وغلبت على أمرك.
وعندما غادر علي عليه السلام دخلت عليه زوجته نائلة بنت القرافصة وقالت: أتكلم أو أسكت؟ فقال تكلمي: فقالت قد سمعت قول علي عليه السلام لك وإنه ليس يعاودك وقد أطعت مروان يقودك حيث شاء: قال: ما أصنع؟ قالت تتقي الله وحده لا شريك له. وتتبع سنة صاحبيك من قبلك) ومن مفهوم المخالفة إنه لم يتق الله ولا انتهج سيرة صاحبيه) ثم أردفت فإنك متى أطعت مروان قتلك ومروان ليس له عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة، وحرضته أن يتبع نصائح علي عليه السلام فأرسل إلى علي عليه السلام ولكن علي عليه السلام أقسم لا يأتيه. وضل علي عليه السلام لا يطمئن بعدها بأقواله ومروان يدور حوله.
وفي هذه المرة غضب الناس واشتدوا على عثمان سيان منهم المهاجرون والأنصار وباقي المسلمين وحاروا بهذا الخليفة الذي ما كاد يعد إلا ونكث ولم يكن رأيه فلم يطمأنوا بعده إلى وعوده وأقسموا أنهم لا ينفكون إما أن يعطيهم حقهم أو يعتزل أو يقتلوه وإذ وجد عثمان ذلك شاور مشاوريه فأشاروا عليه أن يعطيهم كل ما سألوه ريثما تصل النجدة فأرسل إلى علي عليه السلام وأقسم له إنه معطيهم كل ما سألوه وقد أخذ عليه العهود والمواثيق والأيمان المغلظة بعد العتاب الشديد وهو يقول له فلا تغرني هذه المرة فإني معطيهم عليك الحق فقال نعم فأعطهم فوالله لأفين لهم فخرج علي عليه السلام إلى الناس ووثقهم وقال إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه وإنه زعم أن سينصفهم عن نفسه وغيره وراجع عن جميع ما يكرهون فقبلوا منه ووكدوا عليه قال الناس قد قبلنا فاستوثق منه لنا فإنا والله لا نرضى بقول دون فعل فقال علي عليه السلام ذلك لكم فأخبر عثمان فطلب منه أن يضرب بينهم موعدا فقال علي عليه السلام إما المدينة فلا مدة وإما خارجها فوصول أمرك فطلب للمدينة ثلاثة أيام وخرج للناس وكتب بينه وبين الناس كتاب بذلك على أن يرد كل مظلمة ويعزل كل عامل كرهوه ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»