شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٨٢
أراد بنو أمية أن يبرروا أعمالهم الشريرة في قتل الأبرياء من المسلمين وأخص الصحابة وقتل عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخص منها واقعة كربلا وضرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستباحة النفوس البريئة والأعراض وضرب كعبة المسلمين وإرهاق وإزهاق نفوس المسلمين في عهد معاوية ويزيد وبني مروان أخص عبد الملك وما أعقب ذلك من المجازر تلك التي كانت وصمة وعارا عليهم وجاؤوا بالمختلقات أمثال ما مر ليبرروا ساحتهم وهم لا يعتقدون بيوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والعاقبة للمتقين ونكتفي بما أدليناه من الحجج التاريخية الدامغة الثابتة المارة ومن شاء المزيد فليراجع موسوعتنا المحاكمات قال تعالى (وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) الزمر: 18.
حيث إن الإسلام يجب ما قبله فقد أراد (صلى الله عليه وآله) تقريب قلوب آل أمية أكثر فأكثر فهو يعلم أن أبا سفيان رأس الأحزاب والشرك ورأس منافقي قريش وعلى سيرته أبناءه وبنو عمومته والإسلام لا يزال بحاجة إلى التعاضد والألفة والتقوية ولما يزل أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر في داخل الحجاز وخارجه فأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا سفيان باعتباره كما مر رأس بني أمية ومن بني عبد مناف بعض الامتيازات كي يستميله ويقلل من حسده وحقده ويترك نواياه السيئة وعصبيته الجاهلية فقال أول ما دخل مكة عدة شروط على من أراد أن يحفظ نفسه وماله ومنها من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن وكل ذلك سنة الفتح أي سنتين تقريبا قبل وفاته وأزاده شرفا أن أدلى لأبي سفيان ببعض الأمور، ولا يشك أن ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعمله إنما هو بأمر من الله ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من العلم والحذر من أعمال أبي سفيان وأهل بيته باعتبارهم ألد خصومه الموتورين في قتلاهم ببدر واحد ولا ينسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفعالهم وأقوالهم لولا ما كان يتصف به من كرم الأخلاق والبر والإحسان وفتح لهم بهذه العواطف بابا جديدا لنبذ الحزازات
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»