شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٨١
لعثمان ولآل أمية وخلق شعوبية جديدة والطعن بمن قال إنما الخلافة يجب أن تكون لعلي عليه السلام وآل رسول الله بنص من الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام.
نعم واضع هذه الأسطورة إنما قصد بها تشويه الحقائق ومن المؤسف إن هناك جماعة من الكتاب دون الامعان بمصادرها وراويها نقلوها الواحد عن الآخر..
حتى وصلت إلى هذا العهد وعاد بها رجال من ذوي الفكر ومحصوها فكان مع كل الأسف أساسها كذب وافتراء عن أفراد وضاعين كذبها الدكتور طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى ص 134 قائلا: إن خصوم الشيعة (1) من الأمويين والعباسيين قد بالغوا في أمر عبد الله بن سبأ ليشككوا في بعض ما نسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من جهة وليشنعوا على علي عليه السلام وشيعته من جهة أخرى ويردوا بعض أمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيدا للمسلمين، وما أكثر ما شنع خصوم الشيعة على الشيعة وما أكثر ما شنع الشيعة على خصومهم في أمر عثمان وفي غير أمر عثمان ".
وأنت أيها القارئ الكريم إذا طالعت كتاب عبد الله بن سبأ للبحاثة المحقق السيد مرتضى العسكري يتجلى لك كذبها ووضعها واختلاقها بإسناد موثقة أكيدة لا يبقى أدنى شك في دسها وما أكثر أمثال هذه الروايات المختلقة المدسوسة بغية تشويه الحقائق وبها يثبت لك كثير من المختلقات الأخرى التي أثارها أعداء الحقيقة ومروجي الأكاذيب لأمور سياسية دنيوية محضة. وكم زوروا ووضعوا من أحاديث متناقضة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيره لغايات سياسية حتى بلغت في زمن بني أمية مئات الألوف بل الملايين ومنها خلقت المذاهب والفرق والحزازات والتفرقة في المسلمين في حين أن كتابهم وأصولهم وإلههم ونبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واحد فلعن الله من تعمد ذلك واستباح حرمة الإسلام، وكيف

(1) الشيعة هم الفرقة الموالين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام وذريتهم.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»