شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٨٩
وكان منعه مقصودا لضرب بني هاشم وتقوية بني أمية كان مقصودا حتى يأتي اليوم لتقلب بها الحقائق وتدس أحاديث وأخبار ونصائح سياسية تذكر فيه لهم المناقب والكرامات وتروي ملايين الأخبار والحوادث بما يؤيد لهم أفعالهم وأقوالهم وتبرئ ساحاتهم الملوثة بالجرائم وبالعكس يدنسون بها ساحة البررة من أهل البيت عليهم السلام والصحابة الناصحين وأعوانهم، وهذا أمر لا يقر به من له ذرة اطلاع في أحوال العصر الحاضر عصر النور رغم ما فيه من دوائر الطبع والنشر والإذاعة من جرائد وتلفزيون وراديو وصحف فإنك ترى هيمنة السلطات أخص منها الدكتاتورية على شعوبها فهي في الحين التي تخفي فيها بالقهر والقوة الحقائق وتثبت ما شاءت تلك التي تسند بها كيانها وأعمالها وتشيد بأدنى أعمالها مظهرة لها أجل المظاهر والحط من كرامات خصومها دون أن يستطيع أولئك الخصوم من الدفاع ونشر الواقع والحقيقة.
قال ابن حجر في فتح الباري ج 7 ص 586 كانت بيعة علي عليه السلام بالخلافة عقب قتل عثمان في أوائل ذي الحجة سنة 35 فبايعه المهاجرون والأنصار وكل من حضر وكتب بيعته إلى الآفاق فأذعنوا كلهم إلا معاوية في أهل الشام فكان بينهم ما كان.
إسناد وجوب قتل معاوية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح مسلم ج 6 ص 23 " إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما، كما أيد ذلك الحاكم في مستدركه ج 2 ص 156 والبيهقي في سننه ج 8 ص 144 عن الشيخين وأيد ذلك عن الشيخين أيضا في تيسير الوصول ج 2 ص 35 وأحمد في مسنده ج 2 ص 297 وابن حزم في المحلى ج 9 ص 360.
وقوله (صلى الله عليه وآله) ستكون هنات وهنات من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»