شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٨٣
والعصبيات والتردد إلى المدينة واستماع آيات الكتاب الكريم وأحاديث الرسالة علها تؤثر عليهم وتنزع من قلوبهم الأحقاد لكنك ترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغم ما أبداه من الإحسان والرأفة لا زال القوم يكنون له ولآله وصحبه الخيرة أسوأ النوايا، ويلمزونه ويتربصون به الدوائر، وهل يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خافية منهم بما أعطاه الله من علمه وأطلعه على سره، عن هذه الشرذمة اللئيمة وما خبئته في الماضي وتضمره اليوم من الوقيعة بالإسلام وما ستجنيه في المستقبل وما تشاؤون إلا أن يشاء الله وقد أعطى الله كل نفس هداها وأعطاه الميزة والعقل ليفرق بين الحسن والقبيح والحسنة والسيئة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال مهما جب الإسلام عن نفسه ما كان قبل الإسلام لكن هذا لا يمنعه أن يراقب الأفراد والجماعات وخصومه وخصوم الإسلام فنراه يبعد الحكم وأولاده بعد لعنهم وتراه يلعن أبا سفيان وأولاده يوم يراه راكبا ومعه معاوية وأخاه أحدهم قائد والآخر سائق فيلعن الراكب والسائق والقائد وهو القائل إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه كما جاء في كنوز دقائق المناوي ص 10 وقوله (صلى الله عليه وآله) الخلافة بالمدينة والملك بالشام راجع تاريخ ابن كثير ج 6 ص 221.
أبو سفيان في القرآن ونحن علينا أن نبدأ بأبي سفيان رب العائلة الملعونة وزوجته هند أمهم آكلة الأكباد تلك التي طلبت من مولاها قتل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الشهداء وطلبت منه بعد قتله أن يأتيها بكبده فلاكته في فمها حقدا وشركا وبغضا للإسلام والمجاهد الأعظم حتى سميت باسم آكلة الأكباد. وأما أبو سفيان فقد بالغ في الكفر والشرك وجاهر في عداءه للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين وألب عليهم وفيه نزلت كثير من الآيات وحرضت المسلمين على قتاله ومنها الآية 12 من سورة التوبة قوله تعالى: (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»