روى أبو الحسن المدائني في كتاب أحداثه، وابن عرفة المعروف بنفطويه في تاريخه وكلاهما من مشاهير الكتاب كما روى ابن أبي الحديد في شرح النهج:
" إن معاوية عندما استتب له الأمر كتب إلى عماله في جميع الآفاق:
" انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي بكلما يروي كل رجل منهم، واسمه، واسم أبيه وعشيرته ففعلوا ذلك حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والجباء والقطايع في العرب منه والموالي فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل، فليس يجئ أحد من الناس عاملا من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا في ذلك حينا، ثم كتب إلى عماله:
إن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين أبي بكر وعمر ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب (يعني عليا عليه السلام) إلا وآتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب عليه السلام وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرأت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى تجرؤوا بذكر ذلك على المنابر وألقى إلى معلمي الكتاب فعلموا صبيانهم وغلمانهم في ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموا كما تعلمون القرآن الكريم وحتى علموه بناتهم ونسائهم وحشمهم.. الخ " كانت تلك في أوائل خلافة الأمويين وقد رأيناه تناقلها بعدهم مروان وأولاده وأحفاده نسلا بعد نسل وإذا بالرواية والحديث الممنوع زمن أبي بكر وعمر في زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين قضى عليهم أخص في زمن بني أمية يأخذ شكلا آخر وإذا محصت الحقائق والوقائع تأكد لديك لماذا منع التدوين والسنة والحديث.