شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٨٧
والأحزاب " أعل هبل أعل هبل، لنا العزى ولا عزى لكم فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجيبوه: الله أعلى وأجل والله مولانا ولا مولى لكم.. " راجع بذلك سيرة ابن هشام ج 3 ص 45 وتاريخ ابن عساكر ج 6 ص 396 وتفسير القرطبي ج 4 ص 234 وعيون الأثر ج 2 ص 18.
وكيف تنسب لأبي سفيان مثل تلك الكرامة والتاريخ يشهد بمخازيه قبل إسلامه وبعد إسلامه بل إنه منافق يظهر ما لا يبطن إلا ما يطفو عليه أحيانا على حد المثل القائل " ما في الجنان يظهر على صفحات اللسان ". وذلك قوله لعثمان: إنه الملك فلا جنة ولا نار حتى نتر به عثمان ولكنه لا زال يكرمه ويقربه ونفذ ما أوصاه به وإنه جعل أقطاب الخلافة تتركز على بني أمية وأسند ملكهم بالمال والجاه والسلطان مدة حكمه حتى كانت انتقالها إلى معاوية أمرا حتميا قد تنبأ بها عمر إذ هو الذي أسس ملكهم منذ تولية أبو بكر وتوليته بتقويتهم وتضعيف بني هاشم مالا وسيطرة وبسطة.
وإذا ما طالعت ما مر في حالات عمر وإظهاراته في الشورى أخص منها لعثمان وخطابه إلى أعضاء الشورى فهو مرة يهدد أعضاء الشورى بمعاوية وسلطانه والحقيقة إنما يهدد عليا عليه السلام كما مر وذكر وأخرى يتنبأ باستحواذ بني أمية وبني أبي معيط على الحكم بيد عثمان.
ولتعرف من أين ظهرت مثل تلك الروايات التي مجدت بأبي سفيان وقبله بأبي بكر وعمر وعثمان وهم على ما هم عليه في الجاهلية والإسلام.
أقدم لك ما كتبه معاوية إلى عماله يوم أصبح خليفة وعندها تعرف من أين جاءت هذه المزورات والموضوعات ومن جاء بهذا الدس والأكاذيب.
كتاب معاوية لولاته
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»