شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٥
فقالت عائشة: أيها المتمثل علي بالأشعار وددت والله إنك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كل واحد منكما رحا وإنكما في البحر.
قيس بن سعد رئيس الخزرج هو قيس بن سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج من المحاربين البدريين وهاك جوابه لمعاوية:
" وذكرت عظم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان فأول الناس كان قياما عشيرتي ولهم أسوة " ذكره الطبراني في تاريخه ج 5 ص 227 وابن الأثير في كامله ج 3 ص 116 وابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 23 وغيرهم. وما أبدع محاورته مع النعمان بن بشير في صفين جوابا يرويه نعمان قائلا: أما ذكر عثمان فإن كان الإيجاز يكفيك فخذه: " قتل عثمان من لست خير منه وخذله من هو خير منك، وأما أصحاب الجمل فقاتلناهم على النكث، وأما معاوية فلو اجتمعت العرب على بيعته لقاتلتهم الأنصار، وأما قولك إنا لسنا كالناس فنحن في هذه الحرب كما كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نلقى السيوف بوجوهنا والرماح بنحورنا حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا طليقا أعرابيا أو يمانيا مستدرجا، وانظر إلى المهاجرين والأنصار والتابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك وصويحبك ولستما والله بدريين ولا عقبيين ولا لكما سابقة في الإسلام ولا آية في القرآن الكريم.
أخرجه ابن مزاحم في كتاب صفين ص 511 وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 94 وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 298 وجمهرة الخطباء هكذا ترى كيف أجمع البدريون وأهل بيعة العقبة على قتل عثمان ومحاربة معاوية وأفتوا بكفرهم.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»