شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٥٦
أحيا الله من أحيا وأمات من أمات، وإن طلحة والزبير كانا أول من طعن وآخر من أمر وكانا أول من بايع عليا عليه السلام فلما أخطأهما ما أملاه نكثا بيعتهما من غير حدث ".
رأي سعد في عثمان مر ذكر سعد بن أبي وقاص وكيف أثرى على حساب عثمان من أموال بيت المسلمين وخاب أمله مثل صهره عبد الرحمن أخص وقد سلبت منه ولاية الكوفة وإعطائها للوليد الفاجر السكير وهو مع علمه بأحقية علي عليه السلام ومقامه قدم رأيه لابن عمه وصهر عبد الرحمن طمعا بالملك والسلطة فكانت عاقبة أمرهما خسرانا، فهما هو وعبد الرحمن أمكنا لعثمان أن يصبح خليفة أملا بالملك فخيب آمالهم، وانقلبت آمالهم فيه وشاركا كلاهما على حربه مع مجموع الصحابة كما مر وسمعنا عبد الرحمن وقوله لعلي عليه السلام لقد خالف عثمان بما عاهد عليه فخذ سيفك وآخذ سيفي. وأما سعد بن أبي وقاص فقد خان الله والأمة يوم ضم رأيه لعبد الرحمن لنصب عثمان خليفة ولقد ندم حيث لا ينفع الندم، ولقد ضل بعيدا عن الحق ومجحفا لعلي عليه السلام حتى بعد أن أطبقت عليه الأمة وانتخبته خليفة فاعتزل هو وثلاثة أو أربعة مثله كأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وحسان بن ثابت وبذا برهنوا على تذبذبهم وقد أبلاهم الله بعدها بالذلة على يد معاوية وآل الحكم.
نعم هذا سعد أيضا يتهم عليا عليه السلام في مصرع عثمان وهو وصاحبه عبد الرحمن كانت لهم اليد الطولى في نصبه وتحريك الأمة عليه لا كبقية الصحابة بل حبا للدنيا وهذا ما حرمهما الله منها وهذا سعد الذي تجاوز في طعنه بعلي عليه السلام أكثر من فجار بني أمية. وقد رأينا فيما مر وإن بنو أمية نساء ورجالا يبرؤون عليا عليه السلام من قتل عثمان وأخص منهم مروان راجع بذلك صواعق ابن حجر ص 33 الذي يعترف فيه مروان بدفاع علي عليه السلام عن عثمان لكنه يقول ويعترف إنما نتهمه لأنه لا يستقيم لنا ملك بدون ذلك. فماذا يقول سعد وأمثاله.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»