عثمان ما أعطاه وفعل به ما فعل.
وطلحة هو قاتل عثمان بشهادة علي عليه السلام وشهادة بني أمية لذا قال علي عليه السلام في طلحة حينما بدأ يطالب بدم عثمان وغيره بهتانا وزورا: والله ما استعجل (يعني طلحة) متجردا للطلب بدم عثمان إلا خوفا من أن يطالب بدمه لأنه مطيته ولم يكن في القوم أحرص عليه منه فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلبس الأمر ويقع الشك ووالله ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث، لأن ابن عفان ظالما كما كان يزعم، لقد كان ينبغي له أن يوازر قاتليه أو ينابذ ناصريه، ولأن كان مظلوما لقد كان ينبغي له أن يكون من المدافعين عنه ومن المعذورين فيه، ولأن كان في شك من الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله ويركن جانبا ويدع الناس معه فما فعل واحدة من الثلاث وجاء بأمر لم يعرف بابه ولم يسلم معاذيره راجع نهج البلاغة ج 1 ص 323 في طلحة.
جاء في الطبري إن بشر بن سعيد قال حدثني عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة قال: دخلت على عثمان فتحدث عنده ساعة فقال: يا بن عباس: تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على باب عثمان فسمعنا كلاما منهما من يقول: ما تنتظرون به، ومنهم من يقول انظروا عسى أن يراجع، فبينا أنا وهو واقفان إذ مر طلحة بن عبد الله فوقف فقال أين ابن عديس: فقيل هاهو ذا: فجاء ابن عديس فناجاه بشئ ثم رجع ابن عديس فقال لأصحابه لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده قال: فقال عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبد الله. ثم قال عثمان:
اللهم اكفني طلحة بن عبد الله فإنه حمل على هؤلاء وألبهم والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه الخ.
عثمان يعترف بعطاياه لطلحة وجاء في الطبري ج 5 ص 139 وشرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة ج 2