السلام ابنه الحسن عليه السلام لعثمان وحينما أكثر عليه ولا يخفى أن مروان وبنو أمية هم مستشاروا عثمان وأمناء سره والمنقلبين على آراءه تلك العناصر الخبيثة اللعينة النجسة الذين أردوه إلى الحضيض، ونجد عثمان يخاطب الإمام السبط الحسن عليه السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب أهل الجنة المطهر في آية الطهارة (آية الكساء): إن أباك يرى أن أحدا لا يعلم ما يعلم ونحن أعلم بما نفعل، فكف عنا، فلم يبعث علي عليه السلام ابنه في شئ بعد ذلك.
وكم وجه اللوم والعتاب وقارص الكلام إلى علي عليه السلام راجع بذلك العقد الفريد ج 2 ص 274 والإمامة والسياسة ج 1 ص 30، وإذا دققنا إنما يريد علي عليه السلام من عثمان أن يتبع في أحكامه الكتاب وفي سيرته سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإقصاء أشرار بني أمية من طلقاء وملاعين وتقريب خيرة الصحابة وصلحائهم وهذا ما ينافي ومنطق وعقيدة عثمان.
وإذا راجعت أنساب البلاذري ج 5 ص 24 إلى كلام الإمام علي عليه السلام لعثمان حينما يقول له: يا عثمان: إن الحق ثقيل مرئ وإن الباطل خفيف وبئ وإنك متى تصدق تسخط ومتى تكذب ترخى. وهذا علي عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستعمل القوة بل حاول السير مع أبي بكر وعمر وعثمان بالنصيحة والإرشاد وإصلاح ما يستطيع إصلاحه ولقد خلط أبو بكر وعمر أعماله الصالح والطالح (1) فهم من جهة يراعون لحد رضاء العامة لكن كلما يهمهم إثبات حقهم وتثبيت أهدافهم بإبعاد آل البيت وشيعتهم وتقريب شيعتهم هم وأنصارهم ولكن عثمان مال كل الميل ولم يراعي حقا ولم يهتم بالرأي العام لجميع المسلمين ولم