شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦١
عليهم السلام وهو المتربص حتى بعثمان بغية وصوله إلى الخلافة.
وهو الذي ترك عثمان بانتظار إمداده كما سنرى فأرسل جيشا وأمره أن لا يتدخل ورجع بعد قتله. ولقد قتل معاوية عثمانا حقيقة كما جاء بكتاب علي عليه السلام لمعاوية المار ذكره وإليك الإسناد:
أخرج البلاذري في أنسابه: " إنه لما أرسل عثمان إلى معاوية يستمده قائلا:
إن أهل المدينة كفروا، وإنهم يريدون عزله وقتله ويستنجد به أن يمده على جناح السرعة بجيش يقضي به على وثبتهم فبعث معاوية يزيد بن أسد القسري وقال له إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل:
الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب، قال:
فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان فاستقدمه حينئذ معاوية فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه وإنما منع ذلك معاوية ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه ".
ترى هنا معاوية أدرك أمرين في آن واحد لبلوغ هدفه بإرساله هذا الجيش " إنه ترك عثمان يصمم على عدم الاعتزال أملا بورود الجيش وإنقاذه 2) إسراع الواثبين عليه لقتله حذرا من تدخل معاوية وغيره..
والدليل الثاني على صنع معاوية وخذلانه عثمان ما ورد في كتاب صفين لابن مزاحم ص 210 وما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 342 وابن الأثير في كامله ج 3 ص 123 والطبري في تاريخه ج 5 ص 243.
إن شبث بن ربعي خاطب معاوية:
إنه والله لا يخفى علينا ما تعزو وما تطلب، إنك لم تجد شيئا تستقوي به الناس ، وتستميل به أهوائهم وتستخلص به طاعتهم إلا قولك، قتل إمامكم مظلوما، فنحن نطلب بدمه، فاستجاب لك سفهاء وطغاة، وقد علمنا أن قد أبطأت عنه بالنصرة وأحببت له القتل بهذه المنزلة التي أصبحت تطلب ".
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»