شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٥٩
عمرو بن العاص وهذا عمرو بن العاص وقد برهن في كل أدوار حياته إنه رجل انتهازي منافق مخادع لا يردعه دين ولا ضمير من أقبح الأمور بغية وصوله لأهدافه الدنيوية والسياسية كما وجدناه من قبل في عهد عمر وهو يتذمر من عمر والزمان الذي جعله واليا لعمر ونراه يخبر عمرا بمكتبات الإسكندرية ويحقق هو أمر عمر بحرقها فتحرق تلك المكتبات العظيمة لستة أشهر في حمامات الإسكندرية وهو بذاته يحرض على عثمان ويشهد نفسه بذلك كما يلي حتى إذا قتل عثمان إذا به يلتحق بالفئة الباغية ويطلب بدم عثمان من علي عليه السلام وهو وجميع بنو أمية لا تخفى عنهم براءة علي عليه السلام بل ودفاعه المجيد عن إصلاحه لا قتله. وحتى ابن العاص فقد شهد في قصيدته الجلجلية التي أرسلها لمعاوية شهد بها بفضائل علي عليه السلام وإنه باع آخرته بدنياه لمعاوية.
إسناد اعترف عمرو بن العاص أخرج الطبري في تاريخه ج 5 ص 234 إنه لما بلغ عمرو بن العاص قتل عثمان وهو بفلسطين بوادي السباع قال:
" أنا أبو عبد الله قتلته وأنا بوادي السباع. ثم قال: من يلي هذا الأمر من بعده؟
إن يله طلحة فهو فتى العرب سببا، وإن يله ابن أبي طالب عليه السلام فلا أراه إلا سيستنظف الحق، وهو أكره من يليه إلي " وأيد ذلك ما أخرجه ابن خلدون في تاريخه ج 2 ص 396 وابن كثير ج 7 ص 170 و 175 والطبري أيضا ص 118 و 110 و 114 و 203 والزمخشري في الفائق ج 2 ص 296 والبلاذري في الأنساب ج 5 ص 74 وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 42 كما جاء في لسان العرب ج 7 ص 98 وتاج العروس ج 3 ص 592 وشرح النهج ج 1 ص 63 و ج 2 ص 113 والاستيعاب في ترجمة ابن أبي السرح. ونرى بالإسناد هذه أخص في الإستيعاب أن
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»