يعدان أنفسهما أجل وأرقى سابقة من أمثال معاوية والوليد وسعدا وعبد الله ابن أبي سرح وأضرابهم حتى أدركا بغيتهما وتألب كافة المسلمين من كافة الأقطار والأمصار وهذه وفودهم تجمعت بالعدة والعدد يريدون إما عزل الخليفة أو قتله هنا أعلن طلحة والزبير وشيعتهم وتشد أمرهم أم المؤمنين عائشة بقولها اقتلوا نعثلا قتله الله فقد غير وبدل بل تجاوزوا القول للعمل ومنعوا حتى الماء عنه ولم يبق أمل للإصلاح سوى من طريق علي عليه السلام الذي ضل يرد عن عثمان هو وولده لمنع قتله بعد أن سأله وتوسل إليه أن لا يكون الخليفة المقتول الذي قيل إن بقتله تكثر الخطب والحروب وتقوم الفتن بين المسلمين.. إلى هنا أصبح المهاجرون والأنصار وقاطبة المسلمين يدا واحدة يحدوهم إصلاح الأمر وعزل الخليفة عثمان الذي خابوا في إصلاحه أو عزله أو اعتزاله الخلافة.
وعلي عليه السلام وهو أول رجل في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمهم لا يخفى عليه نوايا عثمان ولا يخفى عليه نوايا طلحة وعائشة وأشياعهم وإنهم يطلبون حقا ولكنهم لا يطلبون ذلك لوجه الله بل لهم وراء ذلك غايات دنيوية وحسب كما ظهرت بعد مقتل عثمان وبينما هم أشد الناس على عثمان حتى قتل وقبلها منعوه الماء وبعدها منعوا البكاء عليه ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين وبادروا لبيعة علي عليه السلام وإذا هم ينكثون البيعة ويقيمون أعظم المجازر ظلما وعدوانا.
قلنا إن عليا عليه السلام لم يأل للإصلاح قبل أن يقتل عثمان وطلحة في رأس القاتلين والمحاصرين. قال حكيم بن جابر قال علي عليه السلام لطلحة: عثمان محصور.
أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان. قال: لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من نفسها. أخرج ذلك الطبري في تاريخه ج 5 ص 139 وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 168 فكان علي عليه السلام يقول لحا الله ابن الصعبة أعطاه