شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٥٧
وإليك كتاب سعد جوابا على سؤال عمرو بن العاص (وهو المنافق الفاجر الذي طالما اعترف بفضل علي عليه السلام (1) واعترف بأنه من قاتلي عثمان) قال سعد في جوابه:
" إنك سألتني من قتل عثمان وإني أخبرك أنه قتل بسيف سلته عائشة وصقله طلحة وسمه ابن أبي طالب عليه السلام وسكت الزبير وأشار بيده وأمسكنا نحن ولو شئنا دفعناه عنه، ولكن عثمان غير وتغير وأحسن وأساء فإن كنا أحسنا فقد أحسنا وإن كنا أسأنا فنستغفر الله. راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 43.
وعمرو بن العاص السائل من قتل عثمان أعرف بقاتلي عثمان من سعد وهو أول محرك على قتله باعترافه.
وإذا راجعت تاريخ الطبري ج 5 ص 121 لوجدت سعدا يوم قتل عثمان دخل قبل مقتله وخرج من عنده وهو يسترجع مما يرى على الباب فقال له مروان:
الآن تندم! أنت أسفرته: فاسمع سعدا يقول: أستغفر الله لم أكن أظن الناس يجرؤون هذه الجرأة ولا يطلبون دمه. إلى آخر الحديث وفيه ترى أن سعدا كان ممن أثار على عثمان وحرض.
ابن عباس هو الجد الأعلى للخلفاء العباسيين وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبر الأمة ومحدثها المنطبق المخلص لدين الله وله آراءه السديدة وممن يشار إليه بالبنان ولطالما اصطحبه الخليفة عمر في الحل والترحال وله اعترف بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد كتابة العهد لعلي عليه السلام ومنعه وله اعترف أن علي عليه السلام كان أولى بالخلافة منه ومن أبي بكر وابن عباس من الأفراد القلائل في الأمة الذي يصلح للمشاورة والنصح لإحاطته بدقائق وحقائق الأمور

(1) قصيدته الجلجلية التي أرسلها لمعاوية.
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»