شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٤٩
أبي الحديد ج 1 ص 90 قال في خطبته التي أهاب بالعصابات الباغية: كما مر قوله:
" ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان وكل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال فإن الحق القديم لا يبطله شئ ولو وجدته قد تزوج بالنساء وفرق في البلدان لرددته إلى حاله، فإن في العدل سعة ومن ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق ".
رأي عبد الرحمن بن عوف في عثمان ذكرنا عبد الرحمن بن عوف وكيف حابا عثمان وكما مر رأي علي عليه السلام إنما حاباه ليعود له الأمر لكننا نرى عثمان لم يسلك سيرة أبي بكر مع عمر مذ قدر صنيعه في السقيفة وحاباه بالعهد ولا عمر الذي قد ضيع عثمان في كتابة العهد وحاباه في الشورى كما مر، هنا خاب ظن عبد الرحمن حينما وجد عثمان مال بكله إلى بني عمومته وحتى هيأ لهم الملك وأضاف بعزل سعد بن أبي وقاص الزهري كي لا يكون عونا لعبد الرحمن وهو الثاني الذي حابا عثمان.
فخيبة الأمل بعثمان لا يسدها المال العظيم الذي ساقه له عثمان إذ الغاية غير ذلك، وقد نصحه علي عليه السلام وبين له وضع عثمان والآن يتذكر ذلك واليوم تقع على عبد الرحمن اللائمة من نفسه ومن سعد ابن عمه الذي اضطره عبد الرحمن لتقديم رأيه لعثمان ومن جميع الصحابة الذين منعوه والذين لاقوا الأمرين على يد عثمان حتى عاد عن رأيه وطلب من علي عليه السلام أن يقوما ضده ويعزلاه. وإذا بعثمان يتهم عبد الرحمن بالنفاق وهو الذي آخاه من قبل.
(والأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الزخرف: 67 صدق الله العظيم إذ ما كان لله ينمو وما كان لغير الله يخبو وهكذا كان وخسر عبد الرحمن الدنيا والآخرة نتيجة عمله الذي ما أراد به وجه الله. نعم هذا عبد الرحمن عندما يلومه علي عليه السلام على تقديم الخلافة إلى عثمان يظهر ندمه بعد فوات الفرصة ويقول لعلي عليه السلام: إذا شئت فخذ سيفك وآخذ سيفي إنه خالف ما أعطاني " وقد
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»