شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٤٧
الله إمام جائر ضل وضل به فأمات سنة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عازر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها. وإني أنشدك الله أن تكون إمام هذه الأمة المقتول فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة، ويلبس أمورها عليها، ويثبت الفتن فيها، فلا يبصرون الحق من الباطل، يموجون فيها موجا ويمرحون فيها مرحا، فلا تكونن لمروان سيفه يسوفك حيث شاء بعد جلال السن وتقضي العمر، فقال له عثمان: كلم الناس في أن يؤجلوني حتى أخرج إليهم مظالمهم. فقال له علي عليه السلام ما كان بالمدينة فلا أجل فيه وما غاب فأجله وصول أمرك ". فترى هنا أجل الكلام يدلي له بظلمه ويعترف عثمان به لرفعة ويطلب منه إبعاد مروان، ولكن ترى النتيجة إنه ينكت ويبطن ما لا يظهر ويبقي مروان ويكتب إلى عماله ذلك الكتاب المخالف للعدل والتظلم حتى يقع بيد المتظلمين ويؤدي إلى طلب عزله أو قتله ويأبى أن يعتزل ويقتل، وفيما مر نعرف رأى علي عليه السلام في عثمان كناية وصراحة واعتراف عثمان مثله كناية وصراحة.
آراء علي عليه السلام في كتبه لأهل مصر وهاك رأي علي عليه السلام الآخر في عثمان إلى أهل مصر بعد مصرع عثمان :
" من عبد الله علي أمير المؤمنين عليه السلام: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصى في أرضه وذهب بحقه، فضرب الحور سرادقه على البر والفاجر، والمقيم والظاعن، فلا معروف يستراح إليه، ولا منكر يتناهى عنه " ويا لها من كلمات حجة على ترك عثمان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وإنه غير وبدل وظلم وقصر راجع ذلك أيضا تاريخ الطبري ج 6 ص 55 وابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 29 ونهج البلاغة ج 2 ص 63 كما ترى في الخطبة الشقشقية للإمام تظلم
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»