شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٦٣
وطمع رؤساء القبائل بالرشوة وبما لديه من أموال مكدسة رافعا ثوب عثمان ومعلنا إنه قتل مظلوما وإنه الآخذ بثأره وزور ووضع واتهم من شاء حتى أدرك ما يريد.
عائشة ومن شاء أن يعرف عائشة فليراجع السير والتواريخ ليرى صنعها في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمن حياته وزمن أبيها وعمر وكيف أطلقوا يدها ولسانها بالحديث وهذا زمن عثمان لها وجهان بدأت في الدور الأول من خلافته بوضع أحاديث لعثمان من الكرامات والفضائل ما يفوق به أباها وعمر لكن ما كاد عثمان يسير على خلاف ميلها ويساويها بنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمهات المؤمنين التي كانت في زمن أبيها وعمر تفوقهن في القسمة والشأن ووجدت من هي أقل منها شأنا تفوقها في كل شئ مثل أم حبيبة بنت أبي سفيان ونساء بني أمية ورجالهم حتى ناوءت عثمان وقابلها بالمثل واتخذت من سخط المهاجرين والأنصار وابن عمها طلحة وزوج أختها الزبير وأبنائهم وأنصارهم أعوانا للحط من كرامة الخليفة حتى وصل اليوم الذي بدأت تقول إنه غير وبدل وإنه كفر ثم أردفت قائلة اقتلوا نعثلا فقد كفر وشبهت الخليفة بيهودي محقر في المدينة ولم تأل جهدا من التحريض عليه ويشد أزرها جميع المسلمين من مهاجرين وأنصار ولقد ظهر منها إن ما وضعته في عثمان في البدء كان دسا وكذبا وإن من مدح وذم فقد كذب مرتين ولشد ما أثار الإعجاب منها إنها بعد قتله بينما تقول أبعده الله قتله عمله وتشيد بطلحة أيها ابن عم أيها ذو الأصبع وتشوق الناس لانتخابه خليفة ولكن سرعان ما خاب أملها حينما سمعت إن المسلمين أجمعوا على البيعة لعلي عليه السلام الذي تكن له بغضا ملأ قلبها وهي الراوية إنه لا يبغض عليا عليه السلام إلا منافق وكافر وإذا بها لما سمعت بخلافة علي عليه السلام سرعان ما عدلت عما كانت تدعو بالأمس على عثمان وتعود غير آبهة تقول: ليت السماء انطبقت على الأرض
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»