أخطأ عبد الرحمن في ذلك فإن عثمان سار على سيرة الشيخين وهذا ما أعطاه لعبد الرحمن إذ أن الشيخين كل سار باجتهاده وهكذا سار عثمان باجتهاده، وكل منهم لم يراعي كتابا ولا سنة إلا إذا طابقت آراءه كما وجدنا فيما مضى (راجع بذلك كتاب أبي بكر وعمر الكتاب الثالث والرابع من موسوعتنا المحاكمات، وعندها نرى أن عثمان مثل أبي بكر وعمر سار سيرتهم طبق اجتهاده، مثلهم لكن نتيجة اجتهاده خالفت اجتهادهم، وذلك ما جهله عبد الرحمن وهو صهره وأخوه بالتآخي. راجع بذلك العقد الفريد ج 2 ص 258 - 272 والبلاذري ج 5 ص 57 وكامل ابن الأثير ج 3 ص 70 وتاريخ الطبري ج 5 ص 113 وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 166 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 63 و 66 و 165.
وأما رمي عثمان لعبد الرحمن بالنفاق بعد ما وجد بغض عبد الرحمن له والتحريض عليه راجع فيه الصواعق المحرقة لابن حجر ص 68 وشرح النهج أعلاه ج 1 ص 65 و 66.
رأى طلحة مر ذكر طلحة وإنه من أعضاء الشورى وابن عم الخليفة الأول أبي بكر وممن اعترض عليه من العهد إلى عمر. وطلحة من المهاجرين ومن الذين آثروا على حساب أبي بكر وعمر وعثمان الذي لم يأل جهدا من تقديم الأموال لمثل طلحة والزبير كما قدمها لعبد الرحمن بن عوف وسعد.
وقد ذكرنا ثرائهما والذي حرضهما على عثمان لأنهم لم يكتفوا من عثمان بأن يقدم لهم المال الجزيل ويقدم أضعاف مضاعفة لبني أمية ويحرمهما من السلطة والولاية ويقدمها إلى بني عمومته أولئك المبغوضين من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى هاج الناس ضد عثمان ولاذوا بالمهاجرين ذوي الرأي وقد رأينا أن عائشة وطلحة والزبير اغتنموا الفرصة هذه فشنوا أعظم الهجمات والدعاية ضد عثمان بغية الوصول إلى الملك إن لم تكن الخلافة فالولاية وهما أي طلحة والزبير