شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٤١
المقداد بن عمرو المقداد من النخبة الفذة من الصحابة الذين يشار إليهم بالبنان في السابقة والتقوى والجهاد حيث اشترك في بدر وفي جميع الحملات.
وممن هاجروا الهجرتين وأحد السبعة الذين أظهروا الإسلام والنجباء الأربعة عشر وزراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورفاقه والأوابين على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أولئك الذين أخلصوا الله إلى آخر زمان حياتهم واتبعوا كتاب الله وسنن نبيه وجاهدوا الجهادين جهاد النفس وجهاد الغير وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولم تأخذهم في الله لومة لائم.
وبالغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدحه وهو من الذين أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الجنة تشتاق إليهم. راجع بذلك مستدرك الحاكم ج 3 ص 348 و 349 وأبو عمر في الإستيعاب ج 1 ص 289 وابن كثير في أسد الغابة ج 4 ص 41 وابن حجر في الإصابة ج 3 ص 455 وجامع الترمذي وحلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 142 وهذا اليعقوبي ينقل إحدى آثاره في تاريخه ج 2 ص 140 يوم بويع عثمان قال:
دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأيت رجلا جاثيا على ركبتيه يتلهث تلهث من كأن الدنيا كانت له فسلبها وهو يقول:
واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر على بيت نبيهم، وفيهم أول المؤمنين، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم عناء في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم، والله لقد ردوها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا للمذهب ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين. فدنوت منه فقلت: من أنت رحمك الله ومن هذا الرجل؟ فقال أنا المقداد بن عمرو. وهذا الرجل علي بن أبي طالب عليه السلام. قال فقلت: ألا تقدم بهذا الأمر بهذا فأعينك عليه،
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»