شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٤٤
آل أمية التي بدأها معاوية وانتهت بمروان الحمار وتلاعبهم هذه المدة الطويلة بالأحاديث والأخبار وبعدها قيام بني العباس تلك التي سارت على نفس السلوك لضرب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وترك ما وضعه ودسه بنو أمية على ما كان إسنادا لملكهم وكبحا وتضعيفا لأهل الحق من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لعلمت من الحقائق غير ما تجده اليوم. ولما وجدت من الفضائل المدسوسة والكرامات الموضوعة لعثمان ومن أسنده وأتى به وبنو عمومته وشيعتهم العصابات الباغية التي كلها قامت مستمدة قواها من الغصب الأول الذي وقع في سقيفة بني ساعدة ولما وجدت عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ينتغر لمروان بن الحكم ابن عمه اللعين الطريد من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الملعون هو وأبوه ويخاطب فيه عثمان عليا عليه السلام متحيزا لمروان ويقول له ما أنت عندي بأفضل من مروان ولم لا يشتمك مروان، راجع بذلك شرح ابن أبي الحديد ج 2 ص 370 و 375 و 1 ص 240 - 242 في قصة أبي ذر والأنساب للبلاذري ج 5 ص 52 و 54 وصحيح البخاري في كتاب الزكاة والتفسير وطبقات ابن سعد ج 4 ص 168 ومروج الذهب ج 1 ص 438 وفتح الباري وعمدة القاري والفتنة الكبرى ص 165 وفي الوقت الذي ينفي عمارا رضوان الله عليه ويضربه وينفي ويبعد أبا ذر يقول لسيد العترة عليا عليه السلام ما أنت بأفضل من عمار وما أنت أقل استحقاقا للنفي منه، ولا ننسى نفي عثمان لعلي عليه السلام إلى ينبع مرارا واستدعاءه كلما ألمت به لائمة وجده فيها المنقذ الوحيد حتى إذا أتى وأنقذه وأرشده أعاد نفيه. وفي مرة يرسل عثمان برسالة لعلي عليه السلام لكن ابن عباس ليخرج إلى ينبع. فيقول علي عليه السلام لابن عباس: يا بن عباس! ما يريد عثمان إلا ليجعلني جملا ناضحا بالقرب (القرب هو الدلو العظيم يستقي عليه) أقبل وأدبر، بعث إلي أن أخرج ثم بعث إلي أن أقدم ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثما.
ولقد كان الناس وأخص الصحابة يعرفون مقام علي عليه السلام لذا تجدهم كلما داهمهم داهمة لاذوا به من عثمان وولاته يطلبون منه المخرج وعندها يرسل علي عليه
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»