شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٣٣٨
مرفوعا عنه (صلى الله عليه وآله) ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر وأما شبهه بعيسى فقد ذكره أجلة الكتاب كما جاء في صحيح الترمذي ج 2 ص 221 والاستيعاب وأسد الغابة والكنز ومجمع الزوائد ج 9 ص 330 وسنن ابن ماجة ومسند أحمد والإصابة وغيرهم وكذلك ما نقل عنه (صلى الله عليه وآله) في صدقه فقد أيده جميع الكتاب وأهل المسانيد والسير والصحاح من طرق عدة، ولقد قابل عثمان وتجادلا فأفحم عثمان وتكلم الصحابة وفي مقدمتهم علي أمير المؤمنين عليه السلام وعثمان يصدق أقوال الطلقاء والملاعين ويكذب في صدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه أصدق من أظلته الخضراء وأقلته الغبراء. وكان أبو ذر حريصا على العلم وعى علما زاخرا فيه راجع طبقات ابن سعد ج 5 ص 170 ط ليدن والاستيعاب ج 1 ص 83 و ج 2 ص 664 وقال أبو نعيم في حليته ج 1 ص 156 الشئ الكثير عنه ومثله أحمد في المسند ج 5 ص 163 وفي إصابة ابن حجر ج 4 ص 64.
وكان له أرفع مقام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ كان يأتمن أبا ذر حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد. راجع كنز العمال ج 8 ص 15 وراجع في وصف أبي ذر ما أخرجه الترمذي في صحيحه ج 2 ص 213 وأبو نعيم في حلية الأولياء ج 1 ص 172 وابن ماجة في سننه ج 1 ص 66 ومستدرك الحاكم ج 3 ص 130 وإصابة ابن حجر ج 3 ص 455 ومسند أحمد ج 5 ص 197.
وقد تحمل أبو ذر أشد المصائب لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أخص عندما كان عند معاوية وشاهد أعماله فأرسل معاوية لعثمان بما أوغر صدره فكتب عثمان له " أما بعد فاحمل جندبا إلي على أغلظ مركب وأوعره ". فأرسله معاوية على قتب بقيادة خمسة من الصقالبة الأشداء يسوقونه دون رحمة وهوادة إلى المدينة وبسرعة خاطفة حتى تسلخت لحوم أفخاذه وكاد يموت. راجع بذلك أنساب البلاذري ومروج الذهب وقد قابل أبو ذر عثمان وخاطبه قائلا: تستعمل الصبيان
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»