فقال يا بن أخي: إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل والرجلان.
وعندما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان بالخلافة قال علي عليه السلام حبوته محاباة ليس بأول يوم تظاهرتم فيه علينا أما والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك وبعد مقال قال المقداد: أما والله لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون وبعد كلام قال المقداد: ما رأيت مثل ما أوتي أهل هذا البيت بعد نبيهم، ولا أقضى منهم بالعدل، ولا أعرف بالحق، أما والله لو أجد أعوانا، راجع بذلك الطبري في تاريخه ج 5 ص 27 والكامل لابن الأثير ج 3 ص 29 و 30 وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 65 والعقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 260.
عمله مع الصحابة وخيار المسلمين الآخر لقد تعالت صرخات المسلمين وفي مقدمتهم أقرب الصحابة في الكوفة والبصرة ومصر وغيرها من ولاتهم من آل أمية وكلما تظلموا إلى عثمان ردهم خائبين وكتب لبني عمومته من أولئك الولاة فزجروهم ونكلوا بهم وأبعدوهم وحبسوهم من قطر إلى قطر واتبعوا في معاملتهم معاملة المجرم الخارج على إمام زمانه وهم السادات النجباء الأتقياء والقراء المحدثون والمتكلمون محقرون مهانون منكل بهم من سعد ومعاوية وابن أبي السرح وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وأضرابهم بأمر عثمان دون أن يردعهم كتاب أو سنة أو ضمير ومنطق، وكيف ترجو من عثمان خيرا ومشاوروه أمثال مروان بن الحكم وأبو سفيان، ولم يأل عثمان جهدا من أن يصمهم بأرذل الأقوال والأفعال وأشد النكايات من ضرب وسب وتبعيد وقتل مما أهابت بالمسلمين وفي مقدمتهم الصحابة جميعا واجتماعاتهم في بيت الله الحرام مرات وإذ لم تجد توسلاتهم ورسالاتهم منفردة أجمعوا أن يقدموا جماعات حتى إذا شعر بالخطر طلب النجدة من ولاته وأعطاهم ظاهرا من الرضا لتغيير الوضع وأمر ولاته بأشد العقوبات على المتظلمين إن عادوا لبلادهم وإذ علم الجميع ووقعت بيدهم كتبه طلبوا تنحيه عن الخلافة أو قتله وهو لا زال متمسكا بأذيال