مروان ونصائحه وفي كل مرة ينكث عهوده ووعوده حتى إذا تكتلوا يدا واحدة وقضوا على عثمان واتحدوا على انتخاب الرجل الأول في الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجمعوا عليه، ثارت ثائرة الشيطان ومراكز النفاق وعصابات الفسق والفجور تهيب بما لديهم من الثروات المكدسة تبذلها للم السفلة من أهل الدنيا وإغراء الجهلة لبلوغ مآربهم الدنية حينما وجدوا كيانهم في خطر وإنهم أمام أشجع وأتقى رجل لا في المدينة ولا في البلاد الإسلامية ولا في عصر من العصور بل هو مفخرة الدهر ومعجزة الدين الحنيف الذي قامت على يده وإخلاصه وجهوده ونبوغه ومزاياه أسس الإسلام وغلبته على الشرك وإنه سيضرب على أيديهم العاتية ويحرمهم من الثروات الطائلة والسلطة ولا يجدون بعدها لهم قائمة تميزهم على غيرهم إلا بالتقوى وقد أعلن العدل والمساواة في المال والنفس وإن الأمر للأسبق والأتقى للتقدم في الولاية والإمامة والقضاء هناك فهبت أركان النفاق وفلول الشرك وكشفت عن نواياها وكشرت عن أنيابها وأهابت بالسفهاء لبذل الأموال المغتصبة المتجمعة لديها لمحاربة الحق وتشتيت الأمة ولولا القدر المحتوم بضربة أشقى الأشقياء ابن ملجم لرأيت اليوم وجه البسيطة على غير ما هي عليها في الشرق والغرب. فعلى العصابة الأولى الغاصبة تقع أول تبعة في سقيفة بني ساعدة والتي امتدت إلى الشورى فالبصرة في حرب الجمل وصفين والنهروان، وبعدها أصبحنا ألعوبة الدهر ومركز الفتن تتداولنا الأهواء وعادت استبدادية الظلم والفساد ليس للدين فيها غير الاسم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
آراء الصحابة والمسلمين في عثمان لولا ما تلى قتل عثمان من الحوادث المرة والحروب الدامية في حرب الجمل وصفين والنهروان وانتهت بقتل الإمام علي عليه السلام الرجل الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقيام العصابات الباغية نعم لولا حكومة البغي من