سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ١١٧
الأولى: - الأقباط وقائدهم فرعون فكانوا يسوسون البلاد ويدبرون أمورها ومقدمين على غيرهم في الوظائف الإدارية والسياسية والاجتماعية في الدولة لما يمتلكون من موقع قيادي عالي داخل المجتمع ألا وهو فرعون.
الثانية بنو إسرائيل: - " وإسرائيل هو يوسف الصديق (عليه السلام) وإنه حكم في قوم بموجب رسالة السماء فأطاعوه وأرسوا قواعد المجتمع المؤمن فسمي المجتمع (بني إسرائيل) ولكن ما لبثوا حتى تماهلوا عن دينهم وتفككوا وانحرفوا فأسرهم البابليون في معركة عظيمة ثم عادوا بعدها إلى مصر وهناك استعبدهم الفراعنة والأقباط " (1) فالمجتمع إذا متكون من طبقتين أحدهما قائده وعزيزه، والأخرى مقوده وذليله تعاني من سيطرة الأقباط وبطشهم وفسادهم حتى وصل الأمر إلى أن يذبحوا الأبناء ويستحيوا النساء. فهذا هو الإطار الذي يحيط مجتمع فرعون بحيث صيره فرقا مختلفة حتى تتفرق كلمتهم ويسهل السيطرة عليهم والظاهر أن شعار " فرق تسد " قديم قدم الطغاة والمنحرفين الذين سيطروا على الشعوب بالقهر والغلبة متحدي ضمائر أبناءها ومقدساتهم.
موسى يتهيأ للمواجهة * (قال ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) * (2).
موسى يطلب من ربه الوسائل الأولية للمواجهة بحيث يكون قادرا على تحمل

(١) حركة المجتمع في التاريخ: محمد مهدي الخالدي.
(٢) طه: ٢٥ - 34.
(١١٧)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»